ألمانيا تتأهب لاستقبال اللاجئين السوريين

تستعد ألمانيا لاستقبال 40 ألف مهاجر على مدى اليومين المقبلين، أي أكثر من ضعف عدد المهاجرين الذين دخلوا البلاد نهاية الأسبوع الماضي.

ونشرت الدولة نحو 4000 جندي للمساعدة في التعامل مع التدفق الهائل من المهاجرين والترحيب بهم، ويتوقع وصول الوافدين الجدد إلى مدينة ميونيخ إلا أنَّ هناك بعض المخاوف المتعلقة بالتكيف والتعامل مع هذه الأعداد الكبيرة.

 

وأعلنت وزيرة الدفاع أورسولا فون دير لاين، استدعاء الجنود في إطار دعم الجهود المبذولة لرعاية اللاجئين، وذكر متحدث باسم وزارة الدفاع أنَّ "الجنود يساعدون في تقديم يد العون لإقامة مخيمات للاجئين وتوفير الحافلات والسائقين لنقل الناس، مع توفير الخدمات والمعدات الطبية وأشياء من هذا القبيل".

وأصبحت ألمانيا ملاذا للاجئين السوريين الذين فروا من بلادهم التي مزقتها الحرب بعد أن تنازلت عن قواعد الاتحاد الأوروبي في آب/ أغسطس، وأوضحت الحكومة أنها تعد طلبات اللجوء للسوريين بغض النظر عن المكان الذي وصلوا فيه من الاتحاد الأوروبي لأول مرة.

 

 

وتنص قواعد الاتحاد الأوروبي على أن اللاجئين يجب أن يطلبوا اللجوء في أول بلد يصلون إليها في الاتحاد الأوروبي حتى يتم تجهيز طلب اللجوء لهم وهو ما يشكل ضغوطا على دول جنوب أوروبا التي تكافح من أجل التعامل مع الأزمة.

ووصل مئات الآلاف من اللاجئين والمهاجرين لأسباب اقتصادية في أوروبا هذا الصيف من تركيا واليونان عبر البلقان متجهين إلى المجر ومنها إلى دول غرب أوروبا في نهاية المطاف مثل ألمانيا والنمسا والسويد.


ولقي اللاجئون ترحيبا كبيرا في محطة السكك الحديد في ميونيخ نهاية الأسبوع الماضي إلا أن ألاف المهاجرين وصلوا بالفعل إلى البلاد الأسبوع الماضي وتقع المدينة حاليا تحت الضغط بسبب تزايد الأعداد.

وأوضح عمدة ميونيخ  Dieter Reiter أن بعض المناطق فشلت في التصرف مع اللاجئين، كما دعا إلى التعاون من أجل استيعاب الوافدين الجدد.

وتفكر الحكومة في تأجير المنازل غير المأهولة في محاولة لاستيعاب هذه الأعداد الكبيرة، وتوجد خطط أخرى لإنشاء مركز للخدمة في شمال البلاد في  Lower Saxony، ومن المقرر أن تنقل القطارات المهاجرين وفقا لجدول زمني إلى المواقع مباشرة من النمسا، إلا أن محاولات التفاهم مع الدول الشرقية المجاورة لألمانيا لم تحقق تقدما كبيرا خاصة في الاجتماعات التي عقدت في براغ يوم الجمعة.

وصرَّح وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير، لنظرائه من جمهورية التشيك والمجر وسلوفاكيا وبولندا أمس، قائلًا: " على الرغم من رغبة وإرادة الشعب الألماني إلا أن إمكانياتنا صغيرة، ويجب علينا الاتحاد لمواجهة هذا الموقع ونحن نحتاج إلى التضامن الأوروبي"، ووصف وزير الخارجية وضع المهاجرين بأنه التحدي الأكبر بالنسبة للاتحاد الأوروبي في تاريخه.

ويتوقع اندلاع الاحتجاجات لدعم المهاجرين في جميع أنحاء أوروبا، في ظل انضمام عشرات الآلاف إلى المسيرات في شوارع لندن والتي بدأت في  Marble Arch منتصف النهار.