لا يجد الملياردير المغربي ميلود الشعبي حرجاً في التذكير بأنه كان مُجرد راعي غنم وعمل فلاحاً بسيطاً، قبل أن يتربع على عرش أغنى أغنياء المغرب بثروة فاقت 3مليارات دولار. عجوز في الـ 87 من العمر، يواصل الكد من أجل ضمان قوت الآلاف من العمال البسطاء والموظفين والمسؤولين المُوزعين على شركاته في المغرب والمشرق العربي والخليج وفي عشرات الدول الأفريقية "الجائعة"، وهي الشركات التي تتوحد في مجموعة"يينا هولدينغ"وتضع من أولى أولوياتها الاستثمار في العقار. ميلود الشعبي هو الثري رقم 9 في قائمة أثرياء العرب،والسادس في أفريقيا جمع ثروته من عرق جبينه، وإصراره على بُلوغ أهدافه، بعيداً عن المُضاربات واستغلال النفوذ، وظل رغم غِناه أول الثوار والمُتظاهرين المغاربة الذين خرجوا إلى الشارع يوم 20شباط / فبراير من العام الماضي، حاملاً لافتة مُحاربة الفساد في إطار موجات الربيع العربي. ويفخر ميلود الشعبي بكونه أول مُنعش عقاري في تاريخ المغرب، إذ أنشأ شركة صغيرة في القنيطرة العام 1948، عندما كان المغرب تحت قبضة الاستعمار الفرنسي، وكانت الباب الذي فُتح أمامه لمواصلة بناء ثروته،رغم المُضايقات الكثيرة التي تعرض لها طيلة مساره الفني، بحكم عِصاميته ومُحافظته ورفضه أشكال الدخول في المُساومات كلها.  من غريب الأقدار أن ميلود الشعبي،الذي دفعه عمله في مدينة القنيطرة المغربية إلى الترشح إلى الانتخابات التشريعية،والفوز بها، أنه لم يسبق له أن دخل مدرسة للتجارة،ويُشرف بنفسه على مشاريعه الكثيرة،والأغرب أنه لايتعامل بالقروض البنكية،ويُصّر على بناء إقامات سكنية للطلبة والطالبات في أرجاء المغرب، وعمل على تخصيص مبلغ مُهم من ثروته من أجل تأسيس جامعة دولية تشجيعاً للعلم والدراسة.