أكدت منظمة الهلال الأحمر السورية أن "الحكومات الأجنبية لم تفِ إلا 30% فقط من المساعدات التي تعهدت بها لمساعدة أربعة ملايين من المشردين داخل سورية، والتي تقدر قيمتها بمبلغ 1.5 مليون دولار أميركي". وأضافت المنظمة أن "الحكومات الأجنبية فشلت في تقديم المال الذي سبق وأن تعهدت به من أجل المواطنين السوريين الذين لم يعد لهم مأوى بسبب الحرب الأهلية". وأوضحت أن "ذلك هو السبب الرئيسي لنقص المساعدات، وليس صعوبة الوصول إليهم". وقال رئيس عمليات الهلال الأحمر السوري، خالد العرقسوسي في تصريحات أدلى بها إلى صحيفة "الغارديان البريطانية" "إننا قادرون على الوصول إلى 90 % من المشردين في الأراضي السورية، ولكننا في حاجة ماسة إلى المساعدات المالية"، وأضاف أن "هناك أربعة ملايين مشرد داخل سورية، لكننا غير قادرين على تلبية احتياجات نصفهم". وقد ناشدت لجنة طوارئ الكوارث البريطانية، وهي اللجنة التي تمثل الجمعيات الخيرية الرئيسية في بريطانيا، "المعنيين بالتبرع من أجل ملايين المشردين بسبب الحرب السورية". وتضم هذه اللجنة جمعية الصليب الأحمر البريطانية التي وجهت لكل من العرقسوسي رئيس منظمة الهلال الأحمر السورية والدكتور عبد الرحمن العطار، دعوة لزيارة لندن خلال الأسبوع الماضي". وعلى الرغم من تأييد العرقسوسي لهذا الأجراء البريطاني، لكنه أشار إلى أن "النقص في التمويل اللازم يمكن تلافيه في حال قيام الحكومات الأجنبية بالوفاء بوعودها التي أعلنتها في مؤتمر الدول المانحة في الكويت خلال كانون الثاني/ يناير الماضي". وكان الوزراء العرب والغربيون قد أدهشوا الأمم المتحدة بالتعهد بتقديم مايزيد عن 1.5 مليار دولار كمساعدات، نصفها تقريبًا من الحكومات العربية، ومع ذلك فإن قطر التي أصبحت الممول الرئيسي لتسليح لجماعات المقاومة المسلحة في سورية، لم تتعهد بشيء في ذلك المؤتمر. وعلى الرغم من مرور شهرين، لكن تلك الحكومات لم تقدم سوى 30 % فقط مما تعهدت به، على الرغم من تزايد عدد المشردين في سورية خلال الشهرين الماضيين، ويقول العرقسوسي "لا ينبغي أن تتظاهر بالمشاركة في تقديم المساعدات الإنسانية طالما لم تمنح الأموال اللازمة". يذكر أن منظمة الهلال الأحمر السورية هي الموزع الرئيسي للمساعدات إلى المحتاجين في سورية، نيابة عن وكالات الأمم المتحدة ومنظمة الصليب الأحمر الدولية، وهي تضم تسعة آلاف متطوع و80 فرعًا في أنحاء سورية، وقد خاطر الكثيرون منهم بعبور خطوط القتال الأمامية لتقديم الطعام والملابس والبطاطين والدواء للمحتاجين الذين تشردوا وهجروا منازلهم بسبب الحرب، وقد لقي سبعة  من هؤلاء المتطوعين مصرعهم في تلك الأثناء. وتتلقى هذه المنظمة تمويلها من الاتحاد الفيدرالي لجمعيات الهلال والصليب الأحمر الدولية وبعض الجمعيات الأخرى، مثل جمعية الصليب الأحمر البريطانية. غير أنها لا تتلقى شيئًا من الحكومة السورية. وعلى الرغم من ذلك، لكن بعض جماعات المعارضة السورية تؤكد أن "منظمة الهلال الأحمر السورية غير محايدة، وهي تهمة يصفها العرقسوسي بأنها "حمقاء وذات دوافع سياسية"، كما أشار إلى "اعتقال تسعة من العاملين فيها على يد أجهزة الأمن السورية واحتجازهم لمدة تزيد عن سنة". وأوضح أن "مثل هذه الاتهامات لا تكلف أصحابها شيئًا، بينما تكلفنا أرواحنا"، وأضاف قائلا إن "من يريد مساعدة الشعب السوري، عليه أن يسأل من في استطاعته تقديم المساعدة على نحو أكثر فعالية"، مؤكدًا أنهم "القناة الوحيد القادرة على توصيل المساعدات إلى 90 % من الأراضي السورية".