الأقصر ـ محمد العديسى
اصيبت سياحة البالون بنكسة قوية بعد مقتل 19 شخصا الثلاثاء في انفجار منطاد كان يحلّق فوق منطقة الأقصر التاريخية في جنوب مصر بينهم سياح فرنسيون وبريطانيون ويابانيون وآخرون من هونغ كونغ. وتعتبر سياحة البالون من أنجح الأنماط السياحية في الأقصر التي تنفرد بها المحافظة التي تضم ما يقارب من ثلث الأثار المصرية، وسدس ما يملكه العالم من تراث إنساني، ويقبل السياح بشغف على مشاهدة أثار الأقصر من السماء لما لتلك التجربة من المتعة والإثارة. ويقوم بتنظيم الرحلات والإعداد لها، مجموعة من الشركات المتخصصة وتبدأ رحلة السائح في الساعات الأولى من الصباح، وقبل بزوغ الشمس، ليعبر النيل من مكان إقامته في الضفة الشرقية إلى الضفة الغربية، ويمر البالون عبر المزارع والحقول الخضراء المؤدية إلى وادي الملوك، وهناك مقبرة توت عنخ آمون ومعبد الملكة حتشبسوت ووادي الملكات، ومقبرة الملكة نفرتاري جميلة الجميلات في أسفل وأعالي جبل "القرنة". كما يستمتع السائح برؤية الأقصر بأثارها وفنادقها ونيلها وريفها من فوق أعلى قمة في الجبل، ثم يهبط بالبالون ثانية بعدما يكون قد استمتع بجمال وخضرة بين حاضر جميل وحضارة أجمل. ويتكون البالون الطائر من كيس من مادة خفيفة متينة مملوءة بغاز أخف من الهواء، ويصعد إلى أعلى إذا كان مجموع وزنه ووزن الهواء الذي يحتويه أخف من وزن الهواء الذي يزيحه، ويزن غاز الهليوم الذي يستخدم عادة لهذا الغرض حوالي 15% من وزن الهواء، ويزوّدنا ذلك بالقوة الرافعة المطلوبة، ونظرًا لكون الهواء قابلا للانضغاط جداً، فإن الطبقات السفلى منه تنضغط بتأثير الطبقات التي تعلوها، وتكون النتيجة أن تبلغ كثافة الهواء قيمتها القصوى عند سطح البحر، ويخف الهواء كلما ازداد ارتفاعنا حتى ينعدم، وينتج هذا التغيير المستمر في الكثافة أن القوة الرافعة تأخذ في التناقص حتى يصبح مجموع وزن البالون والهليوم مساوياً وزن الهواء المزاح بالضبط، وعند الوصول إلى هذا الارتفاع، يتوقف البالون عن الصعود ويطفو كما لو كان فوق سطح سائل. وكانت الأقصر شهدت خلال السنوات الماضية حوادث سقوط مناطيد عدة ولكن يبقى حادث بالون شركة سكاي هو الأبشع والأكثر من حيث عدد القتلى. فقد اصيب في شهر اذار/ مارس العام 2009 16 عشر سائحا فرنسيا في حادث سقوط بالون تابع لشركة ماجيك هورايزون غرب مدينة الأقصر بعدما اصطدم ببرج للكهرباء تبعها حوادث أخرى طفيفة ولم تمثل خطورة على ذلك النمط السياحي. كما شهد العام 2012 قيام المتهم ياسر الحمبولى المعروف إعلاميا بخط الصعيد باختطاف بالون طائر في منطقة القرنة غرب الأقصر وأمر السائحين بركوب أتوبيس سياحة وقام بإخفاء البالون الضخم بالسيارة التي تحمله بزراعات القصب في منطقة الزينية شمال الأقصر للضغط على سلطات الأمن للإفراج عن نجله . وسبق لسلطات الطيران المدني في مصر أن أصدرت قرار في أعقاب إصابة السياح الستة عشر في آذار/ مارس العام 2009 حمل الرقم 71 /أزمات لسنة 2009 بحظر رحلات البالون الطائر في الأقصر ، وبعد مفاوضات تم إلغاء قرار الحظر وعادت رحلات البالون مجددا إلى سماء الأقصر بعد تلبية شروط وضعتها سلطات الطيران المصري وفى مقدمها إقامة مطار لإقلاع البالون .