باريس ـ مارينا منصف
حظرت جزيرة "كورسيكا" الفرنسية ارتداء المايوه الاسلامي على البحر "البوركيني" بعد حدوث مواجهات عنيفة بين اشخاص من أصول شمال أفريقية والسكان المحليين إثر محاولة رجل التقاط صورة لمرأة مرتدية الحجاب.
وكانت منتجعات "كان" و"فيلنوف لوبيه" في الريفيرا الفرنسية، قد حظرت بالفعل ارتداء المايوه الإسلامي، في الوقت الذي تشهد فيه العلاقات مع الجالية المسلمة في فرنسا حساسية شديدة في أعقاب سلسلة من الهجمات الجهادية. وقال عمدة بلدية سيسكو، بيير أنج فيفوني أنه سيتم حظر "البوركيني" في الجزيرة اعتباراً من يوم غد.
يأتي هذا القرار نتيجة للاشتباكات العنيفة التي وقعت في كورسيكا بعد أن تمت مشاهدة سائح يقوم بالتقاط صوراً لنساء يرتدين "البوركيني" في كورسيكا، وعندما تم الاعتراض على التقاط الصور جاء مجموعة من الشباب للدفاع عن المصور. وذكرت تقارير محلية أن مجموعة من الرجال الذين لديهم أصول من شمال أفريقيا قاموا بتسليح انفسهم وتشاجروا مع الشباب.
وتصاعدت الاضطرابات في كورسيكا، والتي استمرت عدة ساعات، عندما هرعت أسر الشباب من قريتهم إلى الشاطئ من أجل الانتقام. ووفقاً لصحيفة "لوموند" الفرنسية، أصيب رجل بواسطة حربة بعد أن تعرض ابنه للضرب، مضيفة أن الشجار شهد إلقاء الحجارة والزجاجات. وخلال الاشتباكات، تم حرق ثلاث سيارات ونقل خمسة أشخاص إلى المستشفى.
وقال فيفوني: لقد "حدث ذلك لأن السائح قام بالتقاط صور، والمغاربة لا يريدون التقاط صور لهم، لقد كانت مسألة تافهة". وقال ممثلو الادعاء في باستيا أنه تم فتح تحقيق لتحديد كيفية اندلاع الاشتباكات.
وأثار "البوركيني" جدلاُ كبيراُ في فرنسا، حيث قال المعارضون إن الثوب يتعارض مع مبادئ العلمانية الفرنسية، ولكن نشطاء مناهضة العنصرية قالوا إن منع النساء من ارتدائه يعد تمييزًا عنصريا.
وكان الزي الإسلامي قضية ساخنة لفترة طويلة في فرنسا، حيث تم حظر النقاب الذي يغطي كامل الوجه في الأماكن العامة. وكانت سلسلة من الحوادث في كورسيكا قد وترت العلاقات بين المسلمين المحليين وجيرانهم. وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي، خرَّب المحتجون قاعة للصلاة ونسخًا من القرآن بسبب اعتداء شباب من أصل عربي على رجال الاطفاء.
وكانت محكمة قد ايدت يوم السبت الماضي قرار حظر "البوركيني" في كان بسبب أنه يتعارض مع العلمانية، وهو المبدأ المؤسس للجمهورية الفرنسية. كما برر عمدة فيلنوف لوبيه، ليونيل لوكا قرار الحظر قائلاً إن "السباحة بكامل الملابس غير صحية".