علم أميركا

على مدار تاريخها، لم تقف بوصلة العلاقات بين قطبي الحرب الباردة روسيا والولايات المتحدة، في اتجاه واحد، لكن ملفات خلافية تراكمت في السنوات الأخيرة، لتضع تلك العلاقة على فوهة بركان.التدخل في الانتخابات، عنوان متجدد للتوتر بين الجانبين، فالإدارة الأميركية الجديدة تتهم موسكو بالتدخل في الانتخابات الأخيرة عبر هجمات إلكترونية، وعلى خلفية هذا الاتهام فرضت عقوباتٍ عليها.

تصاعد الخلاف بين الطرفين أيضا إثر مطالبة واشنطن لموسكو بإطلاق سراح المعارض أليكسي نافالني، ودعمها ما وصفته بحق المواطنين الروس في الاحتجاج السلمي. وهو ما رفضته روسيا واعتبرته تدخلا في شؤونها الداخلية.وفي عهد الرئيس جو بايدن لم يتغير موقف واشنطن بشأن الاعتراض على حصول تركيا على منظومة الدفاع الروسية إس 400.وفي التحليلات تقف العلاقات الروسية الأميركية عند مفترق طرق كذلك، بسبب التقارب الروسي الصيني المتنامي على أكثر من صعيد.ولوح تصادم المصالح بين الجانبين في المنطقة وتحديدا في سوريا، بأجواء حرب باردة جديدة بينها مرارا وتكرارا، عدا طبعا عن صراع الحدائق الخلفية بين الجانبين، ونذكر هنا رفض واشنطن القاطع لضم روسيا لجزيرة القرم عام 2014.

وفي صراعات الحدائق الخلفية ملف فنزويلا أيضا، والذي دعمت فيه واشنطن زعيم المعارضة الفنزويلية خوان غوايدو، واعترفت به رئيسا للبلاد، فيما تمسكت روسيا بشرعية الرئيس نيكولاس مادورو.وقبل ذلك بأعوام احتدم الصراع بين الجانبين في منطقة القوقاز، على خلفية اعتبار واشنطن إقليمي أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية، أراضيَ جورجية تقع تحت الاحتلال الروسي، فيما تعترف موسكو بهما دولتين مستقلتين.

خلافات متفاقمة أضرت بأجواء التفاؤل التي سادت بعد أول اتصال هاتفي جمع الرئيسين بوتن وبايدن بعد وصف الرئيس الأميركي لنظيره الروسي بالقاتل وتهدد آمال عقد قمة بين الرجلين.جدير بالذكر أن الولايات المتحدة استنكرت، الجمعة، "التصعيد المؤسف" من جانب موسكو، وذلك بعد الرد الروسي على العقوبات الأميركية الجديدة، والذي شمل خصوصا طرد دبلوماسيين أميركيين.وقال متحدث باسم الخارجية الأميركية إنه "ليس من مصلحتنا الدخول في حلقة من التصعيد، لكننا نحتفظ بحق الرد على أي عمل انتقامي روسي ضد الولايات المتحدة".

وكانت روسيا قد أعلنت، الجمعة، أنها ستحظر دخول عدد من كبار المسؤولين في إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، ومدير مكتب التحقيقات الفيدرالي.وأفادت الخارجية الروسية بأن الحظر سيشمل دخول مسؤولين بينهم وزير العدل، ميريك غارلاند، وكبيرة مستشاري بايدن للسياسة الداخلية، سوزان رايس، ومدير مكتب التحقيقات الفيدرالي، كريستوفر راي.وكانت الولايات المتحدة أعلنت، الخميس، فرض عقوبات وطرد 10 دبلوماسيين روس ردا على تدخل الكرملين بالانتخابات الأميركية، وهجوم إلكتروني واسع النطاق وأنشطة عدائية أخرى.

ووسعت العقوبات الأميركية القيود المفروضة على المصارف الأميركية التي تتداول في ديون الحكومة الروسية، كما طردت 10 دبلوماسيين، من بينهم جواسيس مفترضين، وفرضت عقوبات على 32 شخصا متهمين بالتدخل في انتخابات الرئاسة الأميركية التي جرت العام الماضي.ووصف بايدن العقوبات الأميركية بأنها رد "محسوب ومتناسب" على الأعمال العدائية لموسكو، وقال إن واشنطن "لا تتطلع إلى إطلاق حلقة من التصعيد والصراع".والشهر الماضي، كانت روسيا قد استدعت سفيرها لدى الولايات المتحدة للتشاور بشأن مستقبل العلاقات مع واشنطن

قـــــــــــد يهمـــــــــــــــــك ايضـــــــــــــــــــــــــا

"فتح" تؤكد خوض الانتخابات التشريعية المقبلة بقائمة واحدة
 

إدارة بايدن و "حل الدولتين" ونتائج الانتخابات الإسرائيلية.. والفلسطينية