الانتخابات

قدَّم الرئيس الزيمبابوي، روبرت موغابي، البالغ من العمر 93 عامًا، والذي يعتبر صاحب أطول فترة رئاسة، نفسه باعتبار أنَّه المرشح الذي سيقود الاتحاد الوطني الأفريقي الزيمبابوي أو ما يُعرف بالجبهة الوطنية في انتخابات العام المقبل.

وقد يبلغ موغابي، الذي يتولى السلطة منذ استقلال البلاد عن بريطانيا عام 1980، عامه الـ99 وهو في السطلة إذا فاز بانتخابات 2018 وأكمل فترة الرئاسة التي تمتد لخمسة أعوام، وكان موغابي قد تفاخر بأنَّه سيعيش، وسيحكم، حتى لو بلغ 100 عام.

وقد ذهبت زوجته، غرايس، لأبعد من ذلك، فخلال حديثها في تجمعٍ نظمته رابطة الشباب في الجبهة الوطنية العام الماضي، خاطبت السيدة الأولى، صاحبة التأثير السياسي النافذ في البلاد، زوجها بالقول: "نريدك أن تقود البلاد حتى من قبرك".

ولطالما حظيّ موغابي بالاحترام والخوف منه بدلًا من حبه، ولكن حكومته، التي عانت من الموالون والأقارب، والمتغنون بفضائله، تفوقت على نفسها في فرض مذهبه الشخصي إلى نشاطٍ متزايد، ويكمن خلف مشاهد الولاء والتملق العامة صراع مكثف على السلطة، في الوقت الذي أصبح فيه الضعف الجسدي لموغابي واضحًا، وتبحث الفصائل عن تأييده في معركة خلافته، بينما يُعد تعثره أمام جمهوره وغيابه المتكرر من البلاد للحصول على العناية الطبية أمور أكثر إثارة للقلق لأنه لا يوجد له وريث واضح.

وقال بيدزيساي روهانيا، مدير معهد الديمقراطية في زيمبابوي: "يريد موغابي أن يموت في منصبه ولا يرغب في رؤية خلفه، إنه ليس طالبًا في العمليات الديمقراطية"، ولا توجد تهديدات لحكمه من خارج الحزب، وهو متهم بسرقة الانتخابات "على الرغم من أنه يأمر بتقديم الدعم في المناطق الريفية"، وتزييف الناخبين، والتسلل إلى صفوف المعارضة لزرع البلبلة، ولكن يعد التقدم في العمر هو منافسه الحقيقي الوحيد.

وكان صعوده إلى السلطة أمرًا خطيرًا، فقد كان الجيش والمحاربون القدامى في حرب العصابات ضد حكم الأقلية البيضاء هم القوة وراء عرش موغابي، ويريدون اختيار من سيحل محله، فخلال العام الماضى طُرد أعضاء مؤثرين من رابطة المحاربين القدماء من الحزب أعلنوا علنًا ​​تأييدهم لنائب الرئيس إمرسون منانغاجوا.

وفي يوليو، اتهم موغابي قادته العسكريين بالتدخل في السياسة الداخلية للحزب، الذي قال إنه يُعد انقلابًا، وبعد أيام قليلة، اندلعت حالة من الهرج في العاصمة "هراري"، ما أدى إلى ضرب الشرطة.

وقالت السيدة الأولى في الأسبوع الماضي: "إننا نتعرض للتهديد ليلًا ونهارًا، أنه إذا لم يخلف كذا وكذا موغابي فسنقتلك بالأسلحة"، وأضافت "إن الرئيس ينام بعين مفتوحة"، فيما اتخذ هذا الأسبوع خطوة جريئة، فقد أقال منانغاوا كوزير للعدل في تعديل وزاري عزز مكانة زوجته غريس - المنافسه الرئيسىة لمنانجوا.

ويجرى هذا الاضطراب السياسي على خلفية المصاعب التي تواجهها الغالبية العظمى من مواطني زيمبابوي، وعلى خلفية الحصاد الجيد، قد ارتفع النمو الاقتصادي في زيمبابوي إلى 2.8٪ من 0.7٪ العام الماضي، وفقًا لصندوق النقد الدولي، ولكن الاقتصاد لا يواكب النمو السكاني، إذ يواجه زيمبابوي نقصًا في الكهرباء والمياه والوقود، وقد انخفض الترتيب النقدي للمصارف، ويؤدي سوء تقديم الخدمات والبطالة إلى زيادة اليأس، ومن المتوقع أن ينخفض ​​النمو الاقتصادي إلى 0.8٪ في عام 2018 ويتحول إلى سلبي حاد بحلول عام 2022.