المتهم بعد أن خبأ وجهه في قاعة المحكمة

ذهب اللاجئ السوري ومتطرف داعش شاس المحمد، المتهم بفحص أهداف محتملة للهجوم في برلين، بما في ذلك بوابة براندنبورغ ومبنى الرايخستاغ، إلى المحاكمة في ألمانيا. وتبين أن المحمد قاتل مع "داعش" في سورية، التي مزقتها الحرب لمدة عامين، قبل وصوله إلى ألمانيا كلاجئ في أغسطس/ أب 2015، وظهر المحمد مرتديًا بلوفر أزرق وقبعة سوداء وخبأ وجهه خلف مجلد أثناء جلوسه في قاعة المحكمة.
واصطفت شاحنتان للشرطة خارج قاعة المحكمة مع ضباط مسلحين للحراسة، وتعدّ هذه أول محاكمة لمشتبه تابع لـ "داعش"، جاء من سورية إلى ألمانيا خلال فوضى تدفق اللاجئين عام 2015 في البلاد، وذلك على النقيض من هجمات "الذئب الوحيد" أو المؤامرات التي نفذها مسلحون أصبحوا متطرفين في أماكن أخرى.


ووقف المحمد في محكمة أمن الدولة الخاصة في برلين، بتهمة الانتماء إلى منظمة إرهابية أجنبية وربما يصل الحكم عليه إلى السجن لمدة 10 أعوام، فضلًا عن انتهاك قانون الأسلحة العسكرية، وتأتي هذه المحاكمة بعد أسبوعين من قيام متطرف تونسي تابع لـ "داعش" بقيادة شاحنة في سوق برلين لعيد الميلاد في هجوم أودى بحياة 12 شخصًا، وزعمت النيابة العامة أن المتهم انضم إلى التنظيم، عندما كان مراهقًا في منتصف عام 2013، وشارك في العمليات القتالية من خلال بندقية AK-47 مع توريد المواد الغذائية للمقاتلين، ووصل المحمد إلى ألمانيا خلال ذروة تدفق الأشخاص الفارين من سورية والعراق في ظل الحروب التي دفعت بـ 900 ألف طالب لجوء إلى الاقتصاد الأوروبي عام 2015، وبقي المحمد على اتصال وثيق بتنظيم "داعش"، وزار العاصمة الألمانية بشكل متكرر حتى فبراير/ شباط 2016، لفحص أهداف تاريخية ومواقع سياحية مزدحمة لتنفيذ الهجوم، وكان من بين الأهداف المشتبه في استهدافها محيط مبنى البرلمان "الرايخستاغ" ذي القبة الزجاجية، ونصب بوابة براندنبورغ وساحة تسوق ألكسندر المزدحمة.


وزعمت المحكمة في بيان لها أن المحمد مرر المعلومات الخاصة بالأهداف المحتملة إلى داعش، وأضافت المحكمة "خطط المحمد على الأقل إلى إرسال شخص واحد إلى سورية، كمقاتل وعرض خدماته كجهة اتصال للمهاجمين المحتملين في ألمانيا"، وألقي القبض على المتهم في 22 مارس/ أذار العام الماضي، وظل في الحبس الاحتياطي منذ ذلك الحين، وعقدت المحكمة 25 جلسة استماع حتى أبريل/ نيسان، وصُدمت ألمانيا من خلال سلسلة هجمات لتنظيم داعش، وإحباط مؤامرات أخرى في ظل زيادة لوم الحركة الشعبوية اليمينية لسياسة الباب المفتوح التي اتبعتها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل تجاه اللاجئين، وفي بعض حالات الهجوم التي وقعت العام الماضي، كان المتطرفين ممن عاشوا في البلاد بالفعل بينما كان البعض الآخر من اللاجئين والمهاجرين، ويخشى من حدوث المزيد من الهجمات، عندما يعود 400 من الجهاديين الألمان الذين لا زالوا في سورية والعراق إلى وطنهم.


وألقت الشرطة القبض في يونيو/ حزيزان العام الماضي على ثلاثة رجال سوريين زاعمين تنفيذ خطة، لاستخدام البنادق والأحزمة الناسفة في هجوم لصالح "داعش" في دوسلدورف، وفي يوليو/ تموز، أصاب لاجئ أفغاني عمره 17 عامًا 5 أشخاص بفأس، على متن أحد القطارات قبل أن تطلق الشرطة النار عليه وتقتله، وبعدها بأيام فجر سوري عمره 27 عامًا نفسه خارج مهرجان موسيقي، ما أسفر عن إصابة 15 شخصًا، وأوضحت الشرطة في أكتوبر/ تشرين الأول أنها أحبطت هجومًا على مطار برلين من قبل اللاجئ السوري جابر البكر (22 عامًا)، وهرب البكر من مداهمة الشرطة وألقي القبض عليها لاحقَا بواسطة مواطنين سوريين، بعد وقت قصير وتم تسليمه للشرطة، ووجد مشنوقَا في زنزانته بعدها بيومين، ما أثار فضيحة بفشل التأمين في السجن.


وشهد شهر ديسمبر/ كانون الأول، أعنف هجوم لـ"داعش" في ألمانيا، عندما قام المتطرف التونسي أنيس عمري (24 عامًا) بقيادة شاحنة مختطفة في سوق برلين لعيد الميلاد، وأودى الهجوم بحياة 12 شخصًا، بينهم سائق الشاحنة البولندي، وقٌتل عامري بعد 4 أيام من الواقعة في إيطاليا بعد قيامه بإطلاق النار على الشرطة هناك، وتشير تقديرات جهاز الأمن الداخلي في ألمانيا إلى تصاعد عدد الإسلاميين المتطرفين في ألمانيا، إلى ما يزيد عن 9 آلاف شخص العام الماضي، بعد أن كان عددهم 3800 شخص عام 2011، وبينهم نحو 550 شخصًا، يعتبروا خطرين ويمكنهم تنفيذ هجمات عنيفة.