أبوغا ـ عادل جابر
أصدر زعيم جماعة "بوكو حرام"، أبو بكر شيكاو، رسالة في مقطع مصوّر، يوم الثلاثاء يفتخر فيها بسلسلة من الهجمات في شمال شرق نيجيريا خلال موسم الأعياد، وأصدر الزعيم الغامض أول رسالة مصوّرة له منذ أشهر، وسط تصاعد أعمال العنف التي أثارت شكوكًا عن ادعاء الحكومة النيجيرية بأنّ المجموعة المتشدّدة قد هزمت، وتحدّث في رسالة مدّتها 31 دقيقة، باللغة الهوسية المعروفة في جميع أنحاء شمال نيجيريا "إننا في صحة جيدة ولم يحدث أي شيء لنا،
إن القوات النيجيرية والشرطة والأشخاص الذين يؤذوننا لا يستطيعون القيام بشيء ضدنا ولن يربحوا شيئا, لقد نفذنا الهجمات في مايدوغوري، في غامبورو، وفي دامبوا, لقد نفذنا كل هذه الهجمات"، ثم يظهر الفيديو لقطات من هجوم يوم عيد الميلاد على نقطة تفتيش عسكرية في قرية مولاي على مشارف مدينة مايدوجورى بشمال شرقي نيجيريا، والذي ذكر الجيش أن القوات أحبطته بعد ساعة من المعركة. وقد ظهر مقاتلو بوكو حرام في ملابس ممزقة وهم يقومون بإطلاق النار من الجزء الخلفي من شاحنات صغيرة.
وجاءت رسالة شيكاو خلال تسارع هجمات "بوكو حرام"، وبعد أيام فقط من قتل المتطرّفين 25 شخصًا خارج مايدوغوري، مسقط رأس التمرد الإسلامي، وفي كانون الأول / ديسمبر، هاجمت بوكو حرام قوافل الجنود النيجيريين وأرسلت انتحاريين إلى أسواق مزدحمة في مدن في شمال شرق نيجيريا، وقتل ما لا يقل عن 50 شخصًا، في نوفمبر/تشرين الثاني، عندما فجر انتحاري نفسه في احد المساجد في ولاية اداماوا. لكن الرئيس النيجيري محمد بوهارى أكّد في خطابه بمناسبة العام الجديد أن بوكو حرام "قد هزمت".
وكشف بوهاري أنّ "الهجمات المعزولة لا تزال تحدث، بيد انه حتى الدول التي لديها أفضل شرطة يمكن أن لا تمنع المجرمين من ارتكاب أعمال إرهابية فظيعة". ولقد استولى شيكاو، وهو زعيم معروف برسائله الطويلة والمسموعة بالفيديو، على بوكو حرام في عام 2009 بعد وفاة مؤسسها محمد يوسف،
وتجدر الإشارة إلى أن بوكو حرام التي خلف التمرد الإسلامي فيها ما لا يقل عن 20 ألف قتيل في نيجيريا منذ أن بدأت عام 2009، قد انقسمت. وفي عام 2016، عانت من انقسام كبير، عندما اعترفت جماعة الدولة الإسلامية باسم ابن يوسف، أبو مصعب البرناوي كزعيم.
وأعلن فرع ولاية ادماوا التابع للمجلس الإسلامي النيجيري الشهر الماضي أن 5,247 مسلما على الأقل قتلوا في السنوات الأربع الماضية في الولاية الشمالية بسبب بوكو حرام. وذكر تقرير قدم اليوم أن أكثر من 5100 مسلم في الولاية قد أصيبوا منذ عام 2013، وعرض التقرير على حاكم اداماوا الحاج محمد
بندو، ودعا إلى مزيد من الدعم للضحايا وإعادة بناء أماكن العبادة والمدارس. كما يوصي التقرير بزيادة الدعم الأمني والمالي لمجموعات الدفاع المحلية التي تساعد الجيش في حربه ضد بوكو حرام. وذكر التقرير أن أكثر من 12700 عقارا بما في ذلك المنازل والمساجد والماشية والمنتجات الزراعية والتي تبلغ قيمتها 220 مليون دولار قد دُمرت في الولاية.