هناك 41 سجينا فقط في السجن يكلف كل منهم دافعي الضرائب الأمريكيين 11 مليون دولار سنويا

رفضت إدارة سجن خليج غوانتاناموا السماح لأقدم سجين لديها، سيف الله باراشا، 70 عاما، بقراءة كتاب يحثّ على السلام وعدم العنف تحت عنوان "عائلات ضحايا 11 سبتمبر وتحويل المأساة إلى عالم أفضل ومستقبل سلمي"، ويركز الكتاب الذي نُشر في كانون الثاني/ يناير 2003، بعد 16 شهرا فقط من سلسلة الهجمات المنسقة التي أودت بحياة نحو 3 الآلاف شخص، ويركز على رد فعل الأقارب الذين فقدوا أحبائهم ومحاولتهم تعزيز السلام واللاعنف، كما يناقش تعاليم مارتن لثر كينغ، ورشح لجائزة نوبل للسلام.

وحاول شيلبي بينس، محامي باراشا، الذي عانى من نوبة قلبية خلال الـ13 عاما من احتجازه، ولم توجه له تهم قط، السماح له بالحصول على نسخة من الكتاب، موضحا أن مسؤولي السجن رفضوا الإذن دون شرح السبب، وأضاف " منالمخجل أن تحظر السلطات في غوانتانامو الكتب، فهي سياسة مرتبطة بأكثر النظم قمعية في التاريخ، ونود أن نعرف ما هو الخطير جدا بشأن الكتب وهذا الكتاب الذي يتحدث عن ضحايا الأسر المكلومة، والذين يتبنون تعاليم غير عنيفة مثل مارتن لوثر كينغ؟..أصواتهم تستحق أن تسمع ولا تخضع لراقبة.. ما يحدث إهانة للقيم الأميركية يجب إغلاق السجن".

ويأتي منع الكتاب وسط مكافحة السلطات للتعامل مع إضراب عن الطعام من قبل ما لا يقل عن نصف السجناء الذين يحتجون على أوضاعهم، في حين أن السيد باراشا الذي كان في الأصل رجل أعمال من كراتشي، لم يكن يوما من الذين يضربون عن الطعام، وقال محاميه إن ما يحدث نوع من العقاب الجماعي ضد جميع السجناء، وفي الآونة الأخيرة وضع في الحبس الانفرادي لمدة ثلاثة أيام، دون تفسير، علمًا أن باراشا عاش في الولايات المتحدة لعشر سنوات، ودرس أنظمة الكمبيوتر، في معهد نيويورك للتكنولوجيا، وأصبح مقيما دائما، وعاد إلى باكستان في منتصف الثمانينات، إذ أنشأ شركة إنتاج تلفزيوني وحاول من خلالها ترتيب مقابلة مع أسامة بن لادن، زعيم تنظيم القاعدة.

 

 

ورفض مسؤولون في غوانتانامو شرح سبب رفض قراءة باراشا للكتاب، وقال قائد البحرية، آن ليانوس، المتحدث باسم معسكر السجن، في بيان "إن فريق العمل المشترك لديه إجراءات تشغيل موحدة لمراجعة البنود الممنوحة لمكتبة المحتجزين، ولا نريد تقديم تفاصيل بشأن إجراءات التشغيل القياسية لدينا"، وقد أثارت الجماعات الحقوقية جدلا بسبب رفض سلطات السجن السماح بعرض رسومات السجناء في المعارض. 

ويحتوي السجن الذي أسسه الرئيس الأسبق، جورج دبليو بوش، بعد هجمات 11 أيلول/ سبتمبر، على 41 سجينا، بعدما كان يحتوي على 800 شخص يخضعون للقانون العسكري الأميركي، والآن كل شخص يكلف الحكومة 11 مليون دولار سنويا.

وألف الكتاب الواقع عليه النزاع، ديفيد بوتورتي، الذي فقد شقيقه جيم في إنهيار البرج الشمالي في مركز التجارة العالمي في نيويورك، حيث سعي إلى فهم معاناة الأسر الأميركية، وكذلك أسر المدنيين الأفغان الذين قتلوا في الغزو العسكري الأميركي الذي قادته الولايات المتحدة وبريطانيا في أفغانستان، وفي حديثه من ولاية كالورينا الشمالية، قال إن الكتاب يتكون من مجموعة من المقالات التي كتبتها عائلات الضحايا، وكيف ردوا على العمل من أجل السلام بدلا من الرد بالعنف.

وعلق بوتروتي على منع باراشا من قراءة الكتاب، وقال إنه "لا يوجد سبب لمنع سجين من قراءة الكتاب، وأكد على ضرورة إغلاق سجن خليج غوانتانامو، لأنه من الواضح أن نظام القضاء العسكري غير قادر على التعامل مع هذه القضايا، وسيكون من الأفضل التعامل بالنظام القضائي العادي".