النساء الأفغانيات

تُعَدُّ النساء في الاراضي الزراعية الموجودة في وسط أفغانستان، بأنها القوة التنظيمية وراء موجة جديدة من اتحادات القرى في الريف الزراعي. وقد أنشأت الاتحادات شركات توريد متواضعة في سوق مقاطعة "باميان"، ولكن خلال سنوات قليلة نجحت هذه الاتحادات في انتاج و ادخال خضروات جديدة الى أطباق طعامهم. وقالت مدرسة الأحياء ورئيسة احدى اتحادات المزارعين، زينب حسيني "كنا نزرع قديماً البطاطا والقمح فقط هنا، ولكننا الآن لدينا الكرنب، القرنبيط، الطماطم، والفاصولياء وغيرها من الخضروات."

وتساعد الاتحادات في ضمان استمرار الإمدادات الغذائية الأكثر تنوعاً الى المناطق التي تضربها المجاعات. وتدير النساء الاتحادات واصبح وضعهن مختلفًا عما سبق حيث يتم تعريفهن بقائدات الاتحادات بدلاً من ربط اسمائهن بالزوجة او الابن.

وكان مسؤولون أفغان قد قالوا انه لا يزال حوالي 40% من السكان تحت خط الفقر بمعدل 1.35 دولارًا للفرد في اليوم الواحد.  وبحسب البنك الدولي، أكثر من 80% من السكان الأفغان يعيشون في المجتمعات الريفية، ولذلك فالزراعة ليست وسيلة فقط لمواجهة سوء التغذية في المناطق النائية ولكنها  تخلق فرص عمل مستدامة.

وقال وزير الزراعة الأفغاني، أسد الله زامير أنه يجب ربط المزارعين بالأسواق المحلية والوطنية، بالاضاقة إلى مساعدة محاصيلهم من أجل ان تنافس الواردات الرخيصة من خلال فرض الرسوم الجمركية.

ويعتبر مسؤولون أفغان ومحللون اقتصاديون انه إذا استطاعت أفغانستان تحسين إدارة مواردها المائية وانشاء روابط لائقة بين المزارع والأسواق، سوف تتمكن من خلق ما بين مليونين و خمسة ملايين وظيفة جديدة مستدامة بالاضافة إلى تضاعف نسبة الناتج المحلي الإجمالي للبلاد.

 

وبعد تدمير طالبان لتماثيل بوذا العملاقة في عام 2001، أصبحت مقاطعة باميان مرتبطة بالبطاطا.  في عام 2015، أنتجت باميان ما يقرب من 350,000 طن من البطاطا، وهذا العدد يمثل نحو 60% من استهلاك أفغانستان الاجمالي. ولكن وفرة منتج واحد فقط قد سببت صداعاً للمزارعات في حي شيبر مما يجعلهن عرضة لاستغلال التجار والكفاح من أجل تلبية احتياجاتهن الغذائية الأساسية في معظم أيام السنة، فخلال موسم الحصاد تُباع البطاطا بأسعار بخسة حيث يبلغ سعر الطن الواحد حوالي 150 دولار فقط.

ولا تملك المزارعات وسيلة لابقاء البطاطا حتى أشهر الشتاء فهناك ما يقرب من 500 مخزن مبرد تم بناؤها في باميان بمساعدة الحكومة الأفغانية في السنوات الأخيرة ولكنها هي ليست كافية. وهذا الأمر جعل الحكومة الأفغانية وشركاءها الدوليين قبل بضع سنوات يقومون بتشجيع زراعة محاصيل جديدة، وهو الأمر الذي أخذت فيه النساء مثل زينب حسيني زمام المبادرة في حي شيبر.

 قبل نحو خمس سنوات، استغلت حسيني علاقتها بمجموعة خاصة بحقوق المرأة من أجل تشكيل اتحادات للمزارعات بالاضافة لطلبها المساعدة من وزارة الزراعة الافغانية. منحت الوزارة، التي اعترفت رسميا بالاتحادات في عام 2013، اراضي للمزارعات من أجل أن تقمن بزارعة بذور محسنة وتعلم تقنيات جديدة من المدربين الزائرين. هناك الآن ثمانية اتحادات للمزارعات في شيبر، وكل اتحاد يضم حوالي 30 امرأة.

وقالت حسيني: "كانت حجم البطاطا صغيراً مثل تلك الصخرة وعندما كان يأتي التجار كانوا يرفضون شراء نصف البطاطا بسبب عدم جودتها، ولكن الآن جميعهم يريدونها بسبب أن حبة البطاطا الواحدة اصبحت تزن كيلوغراماً".

وبالاضافة الى تحسين إنتاج البطاطا، تم انتاج انواع خضروات جديدة حيث نجحت نائبة رئيس احدى الاتحادات الزراعية، ناجية في انتاج الخس والكرنب والطماطم في العام الماضي.  ولكن على الرغم من ذلك، اشارت بعض قائدات الاتحادات أن البطاطا الجديدة طعمها مختلف. وقالت نائبة رئيسة احدى الاتحادات، أسماء، أن البطاطا الجديدة بيضاء في الوسط ولها سوق كبير، ولكنها لا تملك الطعم ذاته، مشيرة إلى انها عندما تطهي لنفسها تقوم باستخدم البطاطا القديمة.