مسلحي "القاعدة"

طارد اثنان من مسلحي "القاعدة" الذين نفذوا الهجوم المتطرف على فندق "راديسون بلو" في مالي، أفراد طاقم الخطوط الفرنسية الموجودين في الفندق، ويعتقد المسؤولون الأمنيون في مالي أن هذا الهجوم المروع كان انتقامًا من دور فرنسا النشط في عمليات مكافحة التطرف في مالي.

وكشف شهود عيان تفاصيل جديدة عن الحادث، ووصفوا كيف أطلق المسلحون النار على مجموعة من الأجانب المحاصرين، في حين ذهب أحد المسلحين إلى المطبخ لشواء بعض اللحوم للعشاء قبل أن يعود إلى مطاردة ضيوف الفندق.

وأوضح حارس الأمن قاسم حيدرة، أن المتطرفين كانوا يبحثون عن الرعايا الفرنسيين، كما أن أحدهم سأل زميلًا عن موقع إقامة طاقم الخطوط الجوية الفرنسية، حسبما أفادت صحيفة "التليغراف"، إلا أن الزميل أرشده إلى طريق خاطئ ليمنح أفراد الطاقم بعض الوقت للهرب من الفندق أحياء، وأطلق المتطرفون النار على الزميل بسبب المعلومات الكاذبة التي أدلى بها لهم، وكانوا يطلقون النار بشكل مكثف على أي شيء يتحرك.

وأظهرت اللقطات كيف ركض الرهائن خوفا على حياتهم عندما وصلت قوات مالي لإنقاذهم من الفندق المحاصر، وشوهد الضيوف يركضون بعيدًا عن فندق "راديسون بلو" في باماكو برفقة الحراس المدججين بالسلاح، وظهرت قوات مالي وهي تعود إلى الفندق لتحرير المزيد من الرهائن في حين تطلق الشرطة النيران للوصول إلى الطوابق العليا من المبنى.

وكشف فيديو آخر حالة الفوضى داخل الفندق، حيث قتل 19 شخصًا بما في ذلك موظف المعونة الأميركية بواسطة المتطرفين، ويمكن رؤية ثقوب الرصاص في الجدران بالإضافة إلى بقايا من وجبات الطعام التي كان يتناولها ضيوف الفندق قبل الفرار مذعورين.

وتأتي هذه الأنباء بعد استمرار قوات الأمن في مالي في مطاردة أكثر من ثلاثة مشتبه فيهم بعد الهجوم الأخير الذي وقع صباح الجمعة، وكان من بين القتلى موظفة في مجال المساعدات الأميركية تدعى أنيتا داتار (41 عامًا)، علمت كمبعوث الولايات المتحدة لشركة "بلاديوم" للتنمية الدولية.

وأصدر التنظيم المتطرف الذي تبنى الهجوم على فندق مالي الجمعة الماضية بيانًا جديدًا لتحديد المسلحين، وتلقى موقع الأخبار الموريتاني بيانًا من المتطرفين جاء فيه أن جماعة "المرابطون" كشفت عن أسماء المسلحين وهما عبد الحكيم الأنصاري ومعز الأنصاري، وأشار البيان إلى أن مسلحين اثنين فقط نفذا هجوم فندق "راديسون بلو" الذي أسفر عن مقتل 19 شخصًا.

وأفادت التقارير الأولية من المسؤولين وشهود العيان، بأنه كان ما لا يقل عن 10 مسلحين، في تم انتشال جثث اثنين فقط من المسلحين في مكان الحادث، وترتبط جماعة "المرابطون" بتنظيم "القاعدة"، ووصف البيان الأول للجماعة التعاون مع القاعدة باعتبارها "إمارة الصحراء".