رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الأسبق

كشف رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الأسبق أثناء حرب لبنان الثانية، دان حالوتس، أن ضباط الجيش الإسرائيلي لا ينصاعون للأوامر التي يصدرها قادة الجيش، وأنه عارض طوال الحرب تنفيذ اجتياح بري في لبنان.

وأكد حالوتس، في فيلم وثائقي بعنوان "لبنان 2" ستبثه القناة الثانية الإسرائيلية مساء الثلاثاء، أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الحالي، غادي آيزنكوت، الذي كان قائد شعبة العمليات أثناء تلك الحرب، أبلغه بأن عليه التأكد من أن الضباط ينفذون أوامره.

ونشرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، أن القائد العام للجيش الإسرائيلي خلال حرب لبنان الثانية، الجنرال احتياط دان حالوتس، كشف بان القائد العام الحالي غادي ايزنكوت، "حذره خلال الحرب من ميل القيادة العامة وذراع اليابسة إلى عدم الإصغاء إلى أوامره، وانه تبين له لاحقا بأن ايزنكوت كان على حق".

وأفاد حالوتس، وهو القائد الأسبق لسلاح الجو، بأن آيزنكوت أخبره "أنت تعيش في وهم، هذا ليس سلاح الجو هنا، الأفراد هنا يفعلون كل ما ينبغي فعله لكي لا ينفذوا تعليماتك"، وأضاف حالوتس أنه تبين أن آيزنكوت كان على حق.

وأضاف حول سير حرب لبنان الثانية، أنه عارض اجتياحا بريا في لبنان طوال فترة الحرب، لكنه اقتنع لاحقا بتنفيذ الاجتياح معتبرا أنه فقط بهذه الطريقة يمكن إملاء شروط أفضل في اتفاق وقف إطلاق نار غير مباشر مع "حزب الله".

وبيّن أن جميع رؤساء حكومات إسرائيل في العقود الأخيرة، "من رابين وحتى نتنياهو"، تحفظوا من تفعيل القوات البرية بصورة واسعة في الحرب خوفا من خسائر بشرية.

ويتحدث في الفيلم الوثائقي رئيس الحكومة في حينه، ايهود أولمرت، ووزير الأمن في حينه، عمير بيرتس، وانتقد الثلاثة، أولمرت وبيرتس وحالوتس، مستوى القوات البرية الإسرائيلية خلال الحرب، كما أن أولمرت يعترف في الفيلم الوثائقي بأنه مارس ضغوطا على حالوتس من أجل استبدال قائد الجبهة الشمالية، أودي آدم، ويذكر أنه تم في حينه تعيين نائب رئيس الأركان، موشيه كابلينسكي، رقيبا على آدم.

وأوضح أولمرت في الفيلم "انه فهم خلال الحرب بأنه كلما ادخل المزيد من القوات إلى لبنان، كلما فقد المزيد من الناس دون أن يحقق الانجاز الذي سعى إليه، مع ذلك يدافع اولمرت عن قراره شن هجوم بري خلال الساعات الستين الأخيرة للحرب. وينتقد اولمرت وحالوتس وبيرتس، مستوى جاهزية قوات اليابسة خلال الحرب". 

ورغم ادعاءاتهم وانتقاداتهم لمستوى القوات، إلا أن الثلاثة ما زالوا يتفاخرون بنتائج الحرب وأسموها "انجازات الحرب" وينسبون إلى أنفسهم الهدوء السائد على الحدود اللبنانية طوال الفترة الماضية، وأنه بسبب أدائهم لم تنشب حرب جديدة خلال السنوات التسع الماضية.