ما هي فوائد النعناع على الصحّة؟

ينمو النعناع حيث يكثر الماء، وهو سهل الزراعة وسريع الانتشار في نموه. عرف قديماً عند المصريين والإغريق، وكان اليونان يستخدمونه لتغيير رائحة الفم، واليوم ينتشر النعناع في جميع مناطق العالم تقريباً، وهو يستخدم لأغراض النكهة في الصناعات الغذائية، ومواد التجميل ومعجون الأسنان، وكذلك يستخدم لأغراض طبية. والبعض يستخدمه مع الشاي أو السلطات، وتكمن أهمية النعناع في احتوائه على مواد مختلفة أهمها الزيوت الطيّارة. كما يعمل النعناع على تخفيض التشنجات في الأمعاء، كما أنه يساعد على زيادة إفراز العصارة الهاضمة في المعدة والأمعاء، لذا يفضل تناوله بعد الوجبات، لأنه يساعد على الهضم.

الزكام ونزلات البرد

من جانبه، يشير الدكتور علي عرفان، استشاري الطب البديل بجامعة القاهرة، إلى أن النعناع يستخدم في حالة الزكام ونزلات البرد، إما بعمل شاي النعناع، أو إضافة أوراقه للشاي العادي بمقدار مقترح لعمل شاي النعناع لنزلات البرد أو للاستعمال الهاضم بعد الوجبات، وهو ملعقة شاي من النعناع الجاف أو ملعقتان لمقدار كوب من الماء الساخن.

كذلك يخفّف زيت النعناع من أعراض نزلات البرد، إذا ما تمّ دهنه على منطقة الصدر والأنف وكذلك الظهر‏، أما عن حالات عسر الهضم والتقلّصات، فإن الباحثين يؤكدون أن تناوله كمشروب له مفعول كبير على تحسين تلك الحالات إلى جانب تدليك منطقة البطن والأماكن المتقلّصة بزيت النعناع الدافئ نسبياً، فهو كاف للتخلّص من هذه الأعراض وتهدئة الشعور بالتشنّجات. 

علاج التهاب المفاصل

وأكد الدكتور عرفان أن إضافة النعناع أو المنثول Menthol إلى الكريمات السطحيّة المسكنة للآلام، تخفّف من أوجاع المفاصل الناتجة، وهو ما يعرف بالتهاب المفصل العظمي، ويحسّن حركتها ومرونتها.

فقد وجد باحثون في جامعة كونكتيكاتس الأمريكية؛ بعد دراسة تمت على 28 شخصاً من المصابين بالتهاب المفصل العظمي في الركبة والرسغ والكوع، استخدموا كريمات الأحماض الدهنية السيتيليّة، المضاف إليها المنثول على المناطق المصابة مرتين يومياً لمدة أسبوع، وتسجيل شعورهم بالألم، وجدوا أن جميع المرضى قد شهدوا تحسناً كبيراً في أدائهم الحركي والبدني، وانخفاضاً ملحوظاً في شدة الألم.

كما أثبتت دراسة أجريت في جامعة ميسوري بكولومبيا الأميركية، على الصغار الذين تراوحت أعمارهم بين 8-17 سنة، أن كبسولات زيت النعناع ساعدت في تخفيف آلامهم الناتجة عن مرض متلازم الأمعاء التهيجي، الذي يسبّب مجموعة من الأعراض المعوية، مثل الانتفاخ ووجود الغازات وآلام البطن ونوبات من الإمساك والإسهال.

وأكد الدكتور عرفان أنه وفقاً لدراسة نشرتها مجلة "طب الأطفال" المختصة أن زيت النعناع كان فعالا في علاج الدرجات المتوسطة من الألم في الأطفال المصابين بمتلازم الأمعاء التهيّجي حيث خفف من شدة المغص عند 71 % من الأطفال الذين عولجوا بعد أسبوعين فقط، مقارنة مع 43 % ممن تناولوا دواء عادياً.