الفاكِهة والخُضار

بيَّنت دِراسةٌ حديثةٌ أنَّ تناوُل المزيد من الفاكِهة والخُضار غير النَّشويَّة، هو أفضل حلّ لمن يسعى إلى اتِّباع نِظامٍ غذائيّ صحِّي والتقليل من مُحيط الخصر.

تفحَّصَ الباحِثون البيانات الخاصة بأكثر من 133 ألف رجلٍ وامرأةٍ في الوِلايات المُتَّحِدة وتابعوا حالاتهم لمدَّة 24 عاماً.

وجد الباحِثون بعد أن أخذوا في الاعتِبار عوامِل أخرى تتعلَّق بأسلوب الحياة، مثل التدخين والنَّشاط البدنيّ، أنَّه كلَّما ازداد المدخول اليوميّ من الفاكِهة والخُضار غير النشويَّة، انخفضَ في المُقابل خطر اكتساب الوزن الزائد؛ ولكنَّهم نوَّهوا إلى أنَّ استِهلاك الخُضار النَّشوية، مثل البطاطا والذُّرة والبازلاء، ارتبطَ باكتِساب الوزن.
قالَ مُعِدُّو الدراسة إنَّ النتائج لا يُمكن لها أن تُبرهِن على علاقة سببٍ ونتيجةٍ، ولكنَّها قد تُقدِّمُ معلومات جديدة حول الوِقاية من البدانة التي تُعدُّ من أهم عوامل خطر الإصابة بالسكَّري من النوع الثاني وأمراض القلب والأوعِية وأنواع السرطان والكثير من المشاكِل الصحيَّة الأخرى.
لم تكن النتائج مُفاجِئة بالنسبة إلى اختصاصيي التغذِية، حيث قالت إيرين كين، اختصاصيَّة التغذية في مستشفى لينوكس هيل في نيويورك: "أعتقد أنَّ الاختِلاف بين الخُضار النشويَّة وغير النَّشوية، يرتبِطُ بما يُعرف باسم حِمل سكَّر الدَّم glycemic load".
"من المُحتَمل أنَّ الطعام الذي يحتوي على مُستويات مُنخفِضة من حِمل سكَّر الدَّم، يُؤدِّي تناوله إلى القليل من المستويات المُرتفِعة لسكَّر الدَّم، ممَّا قد يُقلِّلُ من الشعور بالجوع ويُخفِّض من المدخول الإجمالي للسعرات الحراريَّة خلال اليوم".
"تشتمل الخُضار التي لا ترفع كثيراً من مستوى السكَّر في الدَّم، على القرنبيط والملفوف والكرنب واللّفت والسّلق والسبانخ والخسّ الإفرنجي والتوفو والصويا والفليفلة".

"أما الخُضار التي ترفع كثيراً من مستوى السكَّر في الدم، مثل البطاطا والذّرة، فتُعدّ أقل صحيَّة من ناحية اكتِساب الوزن".
"قد تكون الألياف مهمَّة أيضاً، فالخُضار الغنيَّة بالألياف ارتبَطت بضبط أفضل لوزن البدن عندما استبعدَ الباحِثون مدخول البطاطا".

"أما بالنسبة إلى الفاكِهة، فيبدو أنَّ التُّوت الذي لا يرفع كثيراً من مستوى السكَّر الدَّم، يمتلك التأثير  الأكبر في الحيلولة دون اكتِساب الوزن الزائد".
نوَّهت كين إلى أنَّ الدِّراسة اشتملت على بالغين سليمين نسبيَّاً وببشرةٍ بيضاء ولديهم تحصيل تعليميّ جيِّد، ممَّا قد يحُول دُون تعميم النتائج على جميع الشرائح البشريَّة.
قالت دانا أنجيلو وايت، اختصاصيَّة التغذية والأستاذة المُساعدة بجامعة كونيبياك في هامدن/كونيتيكت: "يُساعِد الطعام الغني بالألياف على الشعور بالشبع وعلى استقرار مُستويات سكَّر الدَّم، ممَّا يُسهِّلُ من إنقاص الوزن من جِهة، والحِفاظ على وزنٍ سليمٍ من جهة أخرى".