الكوليستيرول

اجتمعت لدينا مجموعة كبيرة من الأسئلة تدور حول خطورة وأهمية ارتفاع نسبة الكوليستيرول والدهون فى الدم خاصة فى مرحلة منتصف العمر، رغم أن الصفحة قد تناولت موضوع الكوليستيرول من زوايا مختلفة إلا أن رغبة قرائنا الأعزاء تدفعنا لمعاودة طرح الأمر ربما من زاوية مهمة: هل من الممكن علاج ارتفاع نسبة الكوليستيرول فى الدم دون اللجوء للأدوية اعتمادا على الغذاء؟

تأتى ارتفاع نسبة الكوليستيرول والدهون فى الدم فى مقدمة عوامل الخطر التى يؤدى تراكمها إلى احتمال إصابة الإنسان بأمراض القلب وشرايينه التاجية، ولأن الكوليستيرول مادة طبيعية هامة يقوم الكبد بتصنيع ثمانين بالمائة من نسبتها فى الدم ويتناول الإنسان فى طعامه البقية منها فإن محاولة خفض نسبته فى القراءات العالية إلى قراءة صحية تتيح لنا الفائدة ولدرء الخطر أمر واجب يبدأ بمراقبة ما نأكل أولا وقبل أن نلجأ للأدوية.

بقدر ما تحوى حياتك من عوامل الخطورة بقدر ما تصبح عرضة للإصابة بأمراض القلب وشرايينه. منها ما لا يمكن تفاديه كالنوع (رجل أو امرأة) وتطور السن والعوامل الوراثية. ومنها ما يمكنك التعامل معه أو العمل على تغييره كالتدخين وارتفاع نسبة الكوليستيرول والدهون فى الدم ومرض السكر (عدا الوراثى منه) وارتفاع ضغط الدم والبدانة والحياة الخاملة بلا جهد بدنى ثم الضغوط النفسية والعصبية لفترات طويلة.

< قد يبدأ الأمر بنتيجة فى أحد التحاليل الدورية التى يقوم به إنسان معنى بأمر صحته تشير إلى ارتفاع نسبة الكوليستيرول والدهون عن الحدود الطبيعية المتعارف عليها، قد ينزعج المرء لما هو معروف عن آثار ذلك على صحة الإنسان لكن الأمر فى سياقه الصحيح يجب أن يبدأ بفهم جيد لطبيعة الأمر. يبدأ الحكيم من الأطباء باستعراض تاريخ المريض الطبى والعائلى إلى جانب مراجعة ما إذا كان ارتفاع نسبة الكوليستيرول مرتبطة بأى من عوامل الخطورة الأخرى لأن لعلاجها مردود هام على نسبة الكوليستيرول المرتفعة، ثم تبدأ خطة العمل لمحاولة خفض نسبة الكوليستيرول إلى الحدود الطبيعية بمراقبة ما يأكله الإنسان فيدعو الطبيب مريضه لتسجيل كل ما يأكل بصورة طبيعية بلا قيود خلال أسبوع كامل فى دفتر يحمله إليه فى الزيارة القادمة. ليبدأ العلاج بمناقشة عادات الإنسان الغذائية وما يميل إليه أو ينفر منه من أنواع الأطعمة ومواعيد تناوله للوجبات ومدى قدرته على التحكم فى نوعية طعامه وإذا ما توافر له مكان لممارسة بعض من النشاط الرياضى.

< تعتمد طريقة مراقبة الغذاء على خفض نسبة الكوليستيرول الذى يتناوله الإنسان فى غذائه والذى يمتص من الأمعاء بصورته ككوليستيرول غذائى أيضا على مراقبة ما يتناوله الإنسان من دهون مشبعة أو متحولة يستخدمها الكبد لبناء ما يفرزه من كوليستيرول خاص به يأتى من داخل جسم الإنسان.
فكيف نأكل إذن ونعمل على خفض نسبة الكوليستيرول فى آن واحد؟ فى ضوء بعض الحقائق الغذائية والعلمية يمكننا:

< الدهون المشبعة والمحتولة:
الدهون المشبعة هى أهم مصدر مسئول عن ارتفاع نسبة الكوليستيرول فى الدم فإذا كنت تعانى من أى أمراض القلب والشرايين أو السكر فعليك مراعاة ألا تتناولها إلا فى أضيق الحدود وربما كان عليك أن تتجنبها تماما.
ــ تجدها فى مصادر حيوانية مثل اللحوم وما يخالطها من دهون، الدجاج ومنتجات الألبان بأنواعها من الكريمة والجبن والزبد.
ــ مصادرها النباتية فى بعض الزيوت مثل زيت جوز الهند، وزيت النخيل وزبدة الكاكاو.
ــ الدهون المتحولة هى أسوأ مصادر الدهون. هى الدهون التى تتحول من زيوت نباتية إلى صورة صلبة تشبه الزبد بتمرير غاز الهيدروجين فيها وهى ما تعرف فى بلادنا بالسمن الصناعى. وبها تصنع كل ما قد يستمتع به البعض من أصناف الحلوى والجاتوه والتورتة إلى جانب استخدامها فى أنواع البطاطس المقلية بكل أشكالها.

< الكوليستيرول الغذائى:
ــ ما نتناوله من مصادر حيوانية مثل اللحوم بكافة أنواعها، السمك، الدجاج، البيض خاصة الصفار، منتجات الألبان فى جميع صورها إذا ما كانت من اللبن كامل الدسم، قشريات البحر كالجمبرى والكابوريا والكبد والكلاوى والمخ.
ــ الخضراوات والفواكه لا تحتوى كوليستيرول على وجه الإطلاق.
إذا كانت تلك الأطعمة يجب تجنبها فما الذى نقبل عليه إذن؟

< الدهون التى تساهم فى خفض نسبة الكوليستيرول
ــ إنها الزيوت أحادية التشبع مثل زيت الزيتون وزيت الكانولا.
ــ الزيوت غير المشبعة مثل زيت عباد الشمس، زيت السمسم، زيت الذرة والصويا وكل زيوت وبذور ما نعرفه بالمكسرات، زيت البندق، اللوز، عين الجمل وما إليها.
ــ كل الأطعمة التى تحتوى على أوميجا ٣ تشير الدراسات الحديثة إلى أهميتها فى تقليل خط الإصابة بأمراض شرايين القلب وعدم انتظام ضربات القلب وارتفاع نسبة الدهون الثلاثية وترتبط بينها أيضا وبين مقاومة الأمراض المناعية.

< ما الذى نأكله فى مواجهة ارتفاع نسبة الكوليستيرول الكلى والردىء منه؟
وجبات تخلو من الدهون المشبعة والمتحولة هى أفضل ما تأكل فى مواجهة النسب المرتفعة من الكوليستيرول الكلى ومنخفض الكثافة منه، إنها أيضا تدعم موقفك الصحى فى مواجهة الأمراض المزمنة مثل السكر وهشاشة العظام وبعض أنواع السرطان.
لك أيضا أن تختار من القائمة التالية ما يناسبك ويلائم عاداتك الغذائية:
ــ اهتم بكل أنواع الخضراوات والفواكه ولكن تجنب ما ترتفع فيه نسبة السكر والسعرات الحرارية.
ــ لك أن تأكل أى اختيارات من الحبوب الكاملة خاصة الخبز المصنوع من القمح الكامل (المحتوى على الردة)، الحبوب الكاملة عالية المحتوى من الألياف التى تعرقل امتصاص الكوليستيرول من الأمعاء.
ــ تعود أن تتناول اللبن الخالى أو منخفض الدسم (٢٪) إما بشربه أو ما يصنع منه كالجبن أو الزبادى.
ــ تناول السمك مرتين على الأقل أسبوعيا خاصة الأصناف البحرية وما تحتوى على الدهون.

قد يهمك أيضًا :

 الريحان لعلاج التوتر والحروق ومشاكل البشرة

  الكركم والزنجبيل لهما فوائد عديدة خاصة لخسارة الوزن