أثار اكتشاف مخطط لاستهداف قطار ركاب في مدينة تورونتو الاثنين، في عملية اتهمت فيها السلطات الكندية اثنين من المشتبه بهما بتلقي دعم من "عناصر من القاعدة في إيران،" الكثير من التجاذبات والتكهنات، فهي ربما المرة الأولى التي تتهم فيها عناصر "قاعدية" مقرها إيران، بتوفير المساعدة على رسم مخطط لاستهداف الغرب. ويرى محلل الأمن القومي بـCNN، بيتر بيرغن، إن المخطط  يؤكد العلاقة المحيرة بين دولة إيران الثيوقراطية الشيعية، والتنظيم السني المتطرف، والذي يبدو أن بينهما، ومنذ سنوات، "زواج" مصلحة، وفي حين ليس هناك أي أدلة على تعاون مسبق بين الطرفين في التخطيط لهجوم إرهابي، إلا أنه، ولدهشة البعض، فأن صلة القاعدة بإيران تعود لأكثر من عقد.وفي أكتوبر/تشرين الأول الماضي، سمت وزارة الخزانة الأمريكية ستة من عناصر القاعدة في إيران كإرهابيين بزعم إرسالهم أموالاً ومقاتلين إلى سوريا لمحاربة نظام بشار الأسد وتمويل الإرهاب في باكستان.الوجود "القاعدي" في إيران بدأ مع سقوط نظام طالبان في أفغانستان بفرار بعض من أفراد عائلة زعيم التنظيم أسامة بن لادن وكبار قادته إلى إيران المجاورة حيث يقيم بعضهم قيد الإقامة الجبرية، من بينهم، سيف العدل، قيادي بالتنظيم مصري الأصل، وسليما أبو غيث، الناطق باسم بن لادن وزوج ابنته، بجانب سعد بن لادن، أحد كبار أبناء زعيم القاعدة ولعب دوراً قيادياً في التنظيم الذي أسسه والده، بحسب بيرغن. وبحسب مسؤولين سعوديين، وفق ما كتب بيرغن في هذه المقالة التي لا تمثل سوى آرائه الشخصية، فإن قيادات القاعدة بإيران هي التي أعطت الضوء الأخضر لفرعها بالسعودية لتنفيذ عدد من الهجمات الإرهابية بالمملكة عام 2003، قتل فيها عشرات السعوديين والأجانب واستهدف فيها قطاع النفط، وفي عام 2008، اختطفت القاعدة حشمت الله أطهرزاده نياكي، دبلوماسي إيراني، في مدينة "بيشاور" الباكستانية. وأطلق التنظيم السني الدبلوماسي الإيراني عام 2010 في إطار اتفاق سمحت بموجبه الجمهورية الإسلامية لعدد من أفراد عائلة بن لادن وقادة التنظيم بمغادرة البلاد، بحسب ما نقل المحلل الأمني عن مصادر سعودية مطلعة. وفي رسالة عثر عليها بمجمع "آبوت آباد" حيث قتلت قوات خاصة أمريكية  زعيم القاعدة، قبل عامين، دعا بن لادن لدى مغادرة أفراد عائلته إيران إلى الحذر "فإن الإيرانيين لا يؤمن لهم جانب"، كما حث عائلته في الرسالة "على ضرورة التخلص من كل ما يتلقوه من إيران كالحقائب وحتى الإبرة، لأن هناك شرائح تنصت تم تطويرها بشكل صغير للغاية بحيث يمكن تركيبها داخل حقنة طبية."والشهر الماضي، مثل سليمان أبو غيث، زوج ابنة بن لادن، أمام محكمة مانهاتن بنيويورك، بتهمة التآمر لقتل أمريكيين، وذلك بعد مغادرته ملاذه الآمن في إيران إلى تركيا حيث اعتقل، وقامت السلطات التركية بترحيله إلى موطنه، الكويت، عبر الأردن، حيث تلقفه عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالية واصطحبوه إلى نيويورك.ويرى بيرغن أن أبوغيث، بجانب المشتبهين بمخطط تفجير قطار في كندا، شهاب الصغير، 30 عاماً، ورائد جاسر، 35 عاماً، شهاب الصغير ورائد جاسر، سيكونون محط الكثير من اهتمام أجهزة الاستخبارات الأمريكية والكندية، التي ستحاول سبر غور حقيقة العلاقة بين الحكومة الإيرانية والقاعدة خلال العقد الماضي.