القدس المحتلة ـ وكالات
وجه رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الاربعاء انذارا الى شريكه العلماني يائير لابيد مهددا اياه بالتحالف مع الاحزاب الدينية المتشددة اذا لم يتم التوصل سريعا الى اتفاق على ائتلاف حكومي، كما افادت مصادر سياسية. وقالت مصادر من حزب الليكود اليميني الذي يرئسه نتانياهو "اذا لم يحصل في الساعات المقبلة تقدم ملموس في المفاوضات مع لابيد واذا لم يعدل عن مطالبه المبالغ بها، فان رئيس الوزراء سيبدأ سريعا جدا مشاورات مع الاحزاب الدينية المتشددة". ونتانياهو الذي يخوض سباقا مع الزمن، يواجه صعوبة في الانتهاء من المفاوضات مع شركائه الرئيسيين على تشكيل حكومة قبل ايام من وصول الرئيس الاميركي باراك اوباما الى المنطقة. وتشكل حقيبتا التعليم والداخلية السبب الرئيسي في تعثر المحادثات التي يجريها نتانياهو مع كل من يائير لابيد زعيم حزب الوسط يش عتيد (هناك مستقبل)، الفائز الاكبر في انتخابات كانون الثاني/يناير (19 نائبا) ونفتالي بينيت زعيم حزب البيت اليهودي (قومي متشدد)، الذي حقق ايضا نجاحا كبيرا في هذه الانتخابات (12 نائبا)، بحسب ما اوردت الاذاعة العامة. وقال ممثلون للابيد ان "ازمة تشكيل الائتلاف لا تنحصر في صراع على حقائب. انها معركة على طبيعة المجتمع الاسرائيلي". واضافوا "نصر على الحصول على وزارة التعليم حتى نغير طبيعة الدولة". وحذر هؤلاء ايضا من ان "يائير لابيد لن يتخلى عن تعهداته حتى لو اضطر يش عتيد الى الانضمام لصفوف المعارضة". كما رفض نفتالي بينيت انذار نتانياهو للابيد. وقال في صفحته على موقع فيسبوك متوجها الى قادة الليكود "اوقفوا كل ذلك لانه لن ينجح، ينبغي تقديم تنازلات". وقالت وسائل الاعلام ان نتانياهو اجرى مساء الثلاثاء مشاورات سرية مع بينيت وكذلك مع ممثلين عن حزب شاس الديني المتشدد الذي استبعد حتى الآن من المفاوضات لتشكيل الحكومة. وقد دخل نتانياهو الاحد الاسبوع الاخير امامه للتوصل الى اتفاق على الائتلاف الحكومي قبل زيارة باراك اوباما التاريخية لاسرائيل من 20 الى 22 اذار/مارس. فبعد مهلة اولى امتدت اربعة اسابيع، حصل على مهلة ثانية واخيرة من الرئيس شيمون بيريز لتقديم الحكومة الجديدة قبل 16 آذار/مارس، والا سيختار الرئيس مرشحا آخر ليحاول الحصول على اغلبية. وتشير وسائل الاعلام الى ان لابيد، النجم اللامع في الصحافة التلفزيونية سابقا، يصر على الحصول على حقيبة التعليم التي يرغب نتانياهو في حجزها للوزير الحالي جدعون ساعر، الذي يعد من اقرب معاونيه. كذلك تشمل المفاوضات الصعبة حقيبة الداخلية التي يتنازعها ايضا الليكود ويش عتيد. وقد حصل لابيد على استبعاد ممثلي الحزبين الدينيين المتشددين، وهما حزب شاس (لليهود السفارديم الشرقيين) الذي حصل على اثني عشر مقعدا وحزب يهودية التوراة الموحدة (لليهود الاشكيناز الغربيين) الذي حصل على سبعة مقاعد. وقد لعب هذان الحزبان طويلا دور صانع الملك حيث كان دعمهما لا غنى له لاي اغلبية. وشارك شاس في جميع الحكومات منذ 1984 باستثناء فترات انقطاع قصيرة. وكان نتانياهو يعتبر هذين الحزبين "حليفين طبيعيين" له. الا ان رئيس الوزراء لم يتوصل هذه المرة حتى الان الى ضمهما لائتلافه بسبب معارضتهما القاطعة لتجنيد الشبان اليهود الشديدي التدين وهو ما يطالب به يائير لابيد ونفتالي بينيت معا.