معركة الموصل ربما تتسبب في "حرب أهلية" في العراق

تشكل معركة تحرير الموصل من يد تنظيم داعش، مصيرية للحكومة ولدولة العراق، إذ إن المدينة الواقعة في قبضة التنظيم منذ أكثر من عامين، تمثل نقطة ارتكاز هامة لوحدة ومستقبل العراق. وفي تقرير مطول لمجلة "أوريو فانتنيام" الفرنسية المختصة بشئون الشرق الأوسط، أوضحت أن مدينة الموصل تشكل مفتاح مستقبل عراق موحد، فعلى الرغم من أنها لن تشكل الفصل الأخير في أعمال العنف التي تعيشها العراق منذ سقوط صدام، إلا أن المدينة هامة جدا لوحدة الأراضي العراقية.

وبينت المجلة أن أنظار العالم أجمع تتجه إلى الموصل، انتظارا لمرحلة دخولها من قبل القوات المتعددة التي تحاصر المدينة من كل جانب، موضحة أنه على الرغم من أن المعركة لا تبدوا سهلة بكثير مثلما يتوقع الساسة والجنرالات العراقيين خاصة وأن داعش حشد قوات تصل إلى 5000 مقاتل من بينهم عراقيين وتركمان وشيشانيين، إلا أن المهمة الصعبة الحقيقة ستكون ما بعد تحريرها، فإذا ما لم يتم التعامل بحذر مع الوضع فربما تندلع حرب أهلية في العراق.

ولفتت الصحيفة إلى أن اليوم الأصعب سيكون بعد تحرير المدينة من قبضة داعش، إذ سيكون هناك الكثير من الطوائف المسلحة والمليشيات التي ستجد نفسها قد انتهت من عدوها اللدود المتمثل في التنظيم الإرهابي، فالسؤال هنا، كيف سيتم احتواء كل هذه التنظيمات والطوائف.

وأشارت المجلة إلى أن هناك اسئلة أخرى ينبغي أن تستعد لها السلطات العراقية بعد الحرب، وهو كيف سيتم التعامل مع الطوائف السنية في الموصل وإقليم نينوي بشكل كامل، وهل ستتمكن السلطات العراقية من إبقاء البلاد موحدة في ظل الفشل الهيكلي الأخير وبروز الأكراد كقوة غيرت مجرى الحرب ضد التنظيم، وكذلك غضب السنة من عدم مشاركتهم في السلطة.

وحول المعركة، أوضحت المجلة أن تنظيم داعش بات يستخدم استراتيجيات جديدة في المعركة، وعلى رأسها إشعال حقول البترول لإفشال القصف الجوي للتحالف الدولي، السند الرئيسي للقوات العراقية والكردية المتقدمة على الأرض، كما أقام شبكة من الأنفاق تحت الأرض، ووضع خطة لاستخدام الانتحاريين والمتفجرات الأرضية.