سد "جيبي الثالث" الإثيوبي

حذرت منظمة "سرفيفال أنترناشيونال" البريطانية من أن إثيوبيا دشنت السبت، سد "جيبي الثالث" أكثر السدود إثارة للجدل في التاريخ، والذي ينهى الفيضانات التي يسبها نهر أومو حيث يعيش حوله حوالي 200 ألف شخص. وحذر الخبراء من أن بناء سد "جيبي الثالث" يعنى جفاف بحيرة "توركانا" الكينية المصنفة ضمن التراث العالمي للبشرية، وهو ما يمثل كارثة لحوالي 300 ألف شخص. 

ومن المقرر أن يقوم بتشييد السد شركة الهندسة الإيطالية العملاقة "سلايني"، وهي الشركة التي رفعت ضدها منظمة "سرفيفال أنترناشيونال" قضية بتهمة تدمير حياة الآلاف من الإثيوبيين والكينيين. وحذرت المنظمة البريطانية من أن أديس أبابا تخطط لبناء سدي "جيبي الرابع" و"جيبي الخامس".

وأكدت المنظمة أن الحكومة الإثيوبية وشركة سلايني كانتا قد زعمتا أن الفيضانات الصناعية سوف تحل محل الفيضانات الطبيعية، لكن خلال العامين الماضيين فشلت الاثنتان في توفير المياه اللازمة للناس.

وأضافت أن الكثير من هؤلاء الناس يعتمدون على المساعدات الغذائية، والتي يتسلمونها بشكل منتظم. وأكد أحد شهود العيان لمنظمة "أنترناشيونال ريفيرز" الأمريكية أن "النهر لم يعد يمكننا الاعتماد عليه، نحن نواجه مشكلة ضخمة، المساعدات التي نتلقها لم تعد تكفينا". 

وتعتبر المنطقة التي يتم بناء السد فيها أحد المناطق المهمة في العالم، والتي تكشف حقيقة نشوء الإنسان، كما أنها منطقة تنوع بيولوجي مذهلة، يوجد بها موقعين للتراث العالمي و5 محميات طبيعية. ومن جانبه، أشار مدير المنظمة البريطانية ستيفن كوري إلى أن ما تمت تدشينه اليوم يعنى زيادة الجوع وعدم الأمن وتدمير البيئة، كما أنه لا يمكن اعتباره كارثة طبيعية فقط بل مأساة من صنع إثيوبيا.