وسط حالة من التوتر والقلق يعيشها الشارع السياسى بالعاصمة اليمنية ورفض بعض القوى السياسية والحزبية مبدأ التمديد للرئيس اليمنى عبد ربه مصور هادى وتمديد الفترة الانتقالية. كشف مصدر سياسي يمنى النقاب عن مقترح مطروح من قبل أطراف سياسية بشأن التمديد للرئيس وتمديد الفترة الانتقالية.. ونقلت صحيفة "الأولى" اليمنية عن مصدر سياسى يمنى قوله إن المقترح المطروح من التجمع اليمني للإصلاح، ومن اللواء علي محسن الأحمر، هو أن يتم التمديد للرئيس اليمنى عبد ربه منصور هادي ما بين 6 أشهر إلى سنة، وذلكةبـ"توافق سياسي"، وباعتبار أن الوقت المتبقي حتى انتهاء الفترة الانتقالية، التي نصت المبادرة الخليجية على كونها سنتين فقط، هي فترة غير كافية لجهة عدم اكتمال تنفيذ المهمات الانتقالية كاملة. ويؤيد الإصلاح واللواء محسن في هذا الطرح بعض أطراف داخل تكتل اللقاء المشترك، وأيضا داخل المؤتمر الشعبي العام. المقترح في شقه الثاني ينص على أنه، وفور انتهاء فترة التمديد (إما الأشهر الـ6، أو السنة)، تجري انتخابات رئاسية يكون فيها الرئيس "هادي" مرشحا "توافقيا" و"وحيدا" لمدة 5 سنوات. و اشارت المصادر، دون أن تذكر أي تفاصيل أخرى، إلى أن الرئيس "هادي" يفضل أن يكون التمديد عبر "انتخابات" تجري في موعدها في فبرايرمن العام المقبل، وذلك حرصا منه على أن تكون فترته القادمة مسنودة بشرعية "انتخابية" لا بشرعية "توافق سياسي"، غير أن مقترح التمديد بالتوافق أولا يلاقي بعض التأييد داخل أطراف عديدة ضمن الدول الـ10 الراعية للمبادرة الخليجية. ورغم اقتراب موعد الاستحقاق الانتخابي، إلا أن الساحة العامة لم تشهد أية فعاليات ممهدة لهذه الانتخابات، كما لم يعلن أي من الأحزاب الرئيسية عن مرشح أو مرشحين له في الانتخابات، مما يشير إلى أن الأجواء تتجه ناحية فكرة التمديد بشكل يكاد يكون مجمعا عليه. وشهدت الأسابيع الماضية إبرام اتفاقات مبدئية بين الرئيس هادي واللواء محسن والتجمع اليمني للإصلاح "الاخوان المسلمين" ، طبقا لما نشرته "الأولى" في خبر لها نهاية الأسبوع الماضي، تقوم على التمديد للرئيس بتوافق أو انتخابات مقابل مكاسب سياسية وعسكرية لمحسن والإصلاح. وكان السفير الأمريكي بصنعاء جيرالد فايرستاين، قال فى تصريح له مؤخرا إن التمديد الرئاسي لن يحدث، وإنه لا بد من إجراء الانتخابات في موعدها، وهو الموقف الذي ينسجم مع رغبة "هادي" في إجراء الانتخابات، ولكن بشكل "توافقي"، كما حدث في الانتخابات الماضية التي توافقت فيها القوى السياسية عليه كمرشح وحيد، إنفاذا لنصوص المبادرة الخليجية. وأوضح مصدر سياسى يمنى فى تصريح له نقلته صحيفة ـ"الأولى" اليمنية أن الأمريكيين حريصون على بقاء هادي رئيسا، كون الظروف نفسها التي فرضته كخيار وحيد للرئاسة مطلع 2012، لا تزال قائمة، إضافة إلى كونه أثبت مرونة كبيرة في تحالفاته الدولية، خصوصا مع واشنطن نفسها، غير أنهم لا يحبذون التأسيس لمبدأ "التمديدات الرئاسية" مجددا، ويفضلون بدلا عن ذلك "انتخابات توافقية" شكلية من شأنها أن تخدم على المستوى الدعائي مشاريع واشنطن لما تصفه بدعم الديمقراطية في بلدان الربيع العربي.