المكسيكيون يصوتون لانتخاب رئيس جديد

يصوت المكسيكيون الأحد لاختيار رئيس جديد للبلاد بعد حملة انتخابية دامية شهدت مقتل 136 سياسيا على الأقل بينهم 48 مرشحا. وترجح كفة مرشح اليسار أندريس مانويل لوبيز أبرادور الملقب ب"إملو" في هذه الانتخابات واعدا بطرد "المافيا من السلطة".

يدلي الناخبون في المكسيك بأصواتهم الأحد في اقتراع رئاسي يبدو مرشح اليسار أندريس مانويل لوبيز أبرادور الملقب ب"إملو" الذي يعد "يتغيير جذري" في البلاد، الأوفر حظا للفوز فيه. وإلى جانب الرئيس، سيختار الناخبون المكسيكيون البالغ عددهم حوالى 89 مليونا، أعضاء مجلسي النواب والشيوخ وعددا من أعضاء المجالس البلدية ومجالس الولايات.

وسبقت الاقتراع واحدة من أعنف الحملات الانتخابية في تاريخ المكسيك، شهدت اغتيال 136 سياسيا على الأقل بينهم 48 مرشحا، حسب مركز الدراسات "ايتيليكت". ويعتبر هذا العدد أكبر بكثير من ضحايا العنف خلال الحملة الرئاسية السابقة التي جرت في 2012 وشهدت اغتيال تسعة سياسيين ومرشح واحد.

وقال لوبيز أبرادور لأنصاره في آخر مهرجان انتخابي في حملته في ستاد ازتيكا في مكسيكو إن الاقتراع "سيكون حدثا تاريخيا وانتصارا لشعب بأكمله على الفجور والانهيار في الفترة الأخيرة".

ويقدم لوبيز أبرادور الذي يلقبه المكسيكيون ب"إملو" (64 عاما) نفسه وينتمي إلى حركة الأحياء الوطني (مورينا)، على أنه المرشح المعارض للطبقة السياسية وللفساد، مؤكدا أنه يريد طرد "المافيا من السلطة".

وبعد إخفاقه في انتخابات سابقة مرتين، تشير استطلاعات الرأي إلى أن "إملو" يتقدم بحوالى عشرين نقطة على خصومه مرشحي الأحزاب التقليدية. وقد نجح في الاستفادة من غضب المكسيكيين بعد ولاية الرئيس إنريكي بينيا نييتو التي شهد انتهاكات لحقوق الإنسان وأعمال عنف.

وفي المرتبة الثانية يأتي المحافظ الشاب ريكاردو أنايا الذي يشدد على "حداثته" ويقود تحالفا لليمين واليسار يضم حزب العمل الوطني وحزب الثورة الديموقراطية وحركة المواطن. وهو يتقدم على خوسيه أنطونيو ميادي من الحزب الثوري المؤسساتي اليميني. وميادي مستقل أساسا اختاره الحزب.

وإذا تحققت توقعات استطلاعات الرأي، ستشكل هذه الانتخابات منعطفا في الحياة السياسية المكسيكية.

وتشكل مكافحة العنف والفساد اولويتين لدى "املو"، رئيس بلدية مكسيكو السابق (2000-2005). وهو يعد بخفض الفقر الذي يغذي العصابات، ويريد مكافحة الفساد لتمويل برامج اجتماعية.

حملة دامية

ومن بين المشاهد الذي قد يكون الأكثر تعبيرا عن الحملة الانتخابية في المكسيك: مرشح للنيابة يلتقط صورة سلفي مع مناصرة له حين يقترب رجل يعتمر قبعة من الخلف ويطلق رصاصة في رأسه.

كذلك، قتل صحافي بالرصاص ليل الجمعة السبت في ولاية كوينتانا رو (شرق) ما يرفع إلى ستة عدد الصحافيين الذين قتلوا العام 2018 في المكسيك، إحدى الدول الأكثر خطورة بالنسبة إلى من يمارسون هذه المهنة. وتقول جمعيات للدفاع عن حرية التعبير إن أكثر من مئة صحافي قتلوا في المكسيك منذ العام .2000

هذا الرقم المقلق يظهر تنامي الجريمة المنظمة على الصعيد المحلي.

ويسعى القتلة إلى السيطرة على السلطات السياسية المحلية للحفاظ على مناطق نفوذهم أو توسيعها إضافة إلى الاستيلاء على الموارد العامة، وفق خبراء.

يندرج العنف السياسي الانتخابي ضمن موجة عنف شاملة تطاول مختلف أنحاء المكسيك. وفي هذا السياق، قتل أكثر من مئتي ألف شخص منذ 2006، العام الذي اضطرت فيه حكومة فيليبي كالديرون (2006-2012) إلى نشر الجيش في الشوارع للقضاء على الكارتيلات.

وأدت هذه الإستراتيجيا إلى تفكيك المجموعات الإجرامية التي تحولت خلايا أصغر حجما ولكن أشد عنفا.