نيويورك - صوت الامارات
نشر تقرير صادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة (UNODC)، أرقامًا عن العنف ضد النساء، فأكد أن نحو 137 امرأة يلقين حتفهن يوميا على أيدي أزواجهن أو شركائهن أو أقاربهن عالميا، وتشير الأرقام إلى أن أكثر من نصف النساء الـ 87,000 اللاتي قُتلن في عام 2017 قُتلن بأيدي أولئك الأكثر قربا لهن، ومن هذا العدد، قُتلت 30,000 امرأة تقريبا بأيدي شريك أو زوج، كما قُتلت 20,000 بأيدي قريب، كما يقول التقرير الذي أصدرته الهيئة الأممية إن "المنزل هو المكان الأكثر ترجيحا لوقوع جرائم القتل هذه." وتبنّت "ي بي سي" مبادرة "100 امرأة" التي تهدف إلى معرفة المزيد من المعلومات عن هؤلاء النساء موضوع هذه الأرقام، ولذا فقد قضت شهر تشرين الأول / أكتوبر الماضي في مراقبة ورصد التقارير الواردة عن جرائم قتل النساء - المتعلقة بجنسهن حصرا - في اليوم الأول فقط من ذلك الشهر. ونورد أدناه بعضا من قصصهن، كما نحاول التعرف على المزيد عن طريقة إيراد هذه القصص من قبل الإعلام. جرائم قتل الذكور أكثر بكثير وتشير الإحصاءات التي جمعها مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة إلى أن "الرجال معرضون للموت نتيجة جرائم متعمدة أكثر من النساء بأربعة أضعاف"، كما تشير الأمم المتحدة أيضا إلى أن الرجال يمثلون 8 من كل 10 ضحايا لجرائم القتل حول العالم، ولكن التقرير نفسه يورد أن أكثر من 8 من كل 10 من ضحايا جرائم القتل التي يرتكبها مقربون جدا هن من النساء، كما يقول إن العنف الذي يرتكبه الأزواج والشركاء والأقارب ما زال يستهدف النساء بشكل غير متناسب." 47 امرأة، 21 بلدا، يوم واحد يلخص، التقرير الذي أصدرته الأمم المتحدة، ما توصلت إليه المنظمة الدولية في عام 2017، وقد اعتمدت فيه على إحصاءات الجرائم التي وفرتها الحكومات المختلفة، والأرقام المتعلقة "بجرائم قتل النساء المرتبطة بجنسهن". وسعت مبادرة "100 امرأة" وقسم المتابعة الإعلامية في بي بي سي إلى التعرف على مزيد عن النساء اللاتي يقفن خلف هذه الأرقام، كما تم رصد التغطية الإعلامية والخبرية لجرائم القتل التي طالت النساء بأيدي أشخاص آخرين في الفاتح من تشرين الأول / أكتوبر 2018 حول العالم، كما أحصى محللونا الإقليميون 47 امرأة قتلن لأسباب مرتبطة بجنسهن في 21 بلدا مختلفا، وما زال معظم هذه الجرائم قيد التحقيق. هؤلاء هم النساء اللاتي أورد الإعلام مقتلهن في الأول من تشرين الأول / أكتوبر نيها شاراد تشودري، 18 عاما، قتلت في ماليغاون، الهند امرأة مجهولة، 31 عاما، قتلت في مشهد في إيران ليندا ميلر، 66 عاما، قتلت في انديانابوليس في الولايات المتحدة فتاة مجهولة الإسم، 17 عاما، قتلت في عليبور في الهند جوديث تشيسانغ، 22 عاما، قتلت في بارينغو في كينيا فارزانا بيبي، 22 عاما، قتلت في باكباتان في باكستان دينا مابيلي، 77 عاما، قتلت في فيمركاتي في إيطاليا ساندرا لوشيا هامر مورا، 39 عاما، قتلت في بالماس في البرازيل جنيفر ماجين ماليس، 24 عاما، قتلت في لوس كامبولوس في كولومبيا امرأة مجهولة الإسم، 82 عاما، قتلت في دراشساني في رومانيا يانيت نونيز نيكلاوس، 46 عاما، قتلت في ريو كلارو في تشيلي ريتو ديفي، مجهولة السن، قتلت في نيلي في الهند امرأة مجهولة الإسم، 30 عاما، قتلت في امستردام في هولندا طفلة مجهولة الإسم، 5 أعوام، قتلت في امستردام في هولندا امرأة مجهولة الإسم، 67 عاما، قتلت في امستردام في هولندا كاتي مايورلي جاكوم هيرنانديز، 34 عاما، قتلت في شوكوتا في كولومبيا نياح، مجهولة السن، قتلت في دوماي في اندونيسيا ماري أميلي فيالا، 36 عاما، قتلت في اويوناش في فرنسا امرأة مجهولة الإسم، 85 عاما، قتلت في كاواساكي في اليابان فانيسا فيسنتي دا سيلفا، 27 عاما، قتلت في سيرا تالهادا في البرازيل ريستي نوفا ديلا، 20 عاما، قتلت في ساوث سولوك في اندونيسيا ت. زه، مجهولة السن، قتلت في منطقة آساكا في ازبكستان جوستينا كويلهو لوبيس، 69 عاما، قتلت في باورو في البرازيل غريسيلدا إيريا أوسوريو الفاريز، 21 عاما، قتلت في تيوانا في المكسيك أدوينيزا كوستا سيلفا، قتلت في كيشيراموبيوم في البرازيل باولا أندريا ألفاريز موراليس، 35 عاما، قتلت في سيوداد بوليفار في كولومبيا فتاة مجهولة الإسم، قتلت في تاندليانوالا في باكستان ماريا غلاديس هيريرا دي داميان، 55 عاما، قتلت في سان بيدرو بوشتلا في السلفادور تاباتا أمسكولي دي باز لوبيز، 18 عاما، قتلت في غواتيمالا سيتي في غواتيمالا باربي بيغ، 49 عاما، قتلت في مدلزبره في بريطانيا ليونسيا توباس، 67 عاما، قتلت في كويزون سيتي في الفلبين فيلما جوزفينا كونتريراس، 55 عاما، قتلت في هويزيلتيبيكوي في السلفادور امرأة مجهولة الهوية، قتلت في بيليم في البرازيل امرأة مجهولة الهوية، 39 عاما، قتلت في كامبيشي في المكسيك إيميلي بونزالان بوكاي، 27 عاما، قتلت في كويزون سيتي في الفلبين امرأة مجهولة الهوية، قتلت في تابوشولا في المكسيك غابريلا دا روزا سيلفا، 18 عاما، قتلت في بورتو أليغري في البرازيل امرأة مجهولة الهوية قتلت في لاهور في باكستان زينب سيكانفاند، 24 عاما، قتلت في أوروميه في ايران أنمار سانام، 50 عاما، قتلت في بيرمنغهام، بريطانيا روته ماريا دا كونسيكاو، 36 عاما، قتلت في أوليندا في البرازيل آفان نجم الدين، 32 عاما، قتلت في ستوك في بريطانيا كارين غروفز، 58 عاما، قتلت في انديانابوليس في الولايات المتحدة داماريس يوسلين "ن"، 18 عاما، قتلت في اكابولكو في المكسيك ميلاين فيريرا دي أوليفيرا، 19 عاما، قتلت في ميناس غيرايس في البرازيل امرأة مجهولة الهوية، 61 عاما، قتلت في منطقة فانج في طاجيكستان سوبينا، 48 عاما، قتلت في سيكاداو هيلير في اندونيسيا امرأة مجهولة الهوية قتلت في لاهور في باكستان وفي السطور التالية خمس من هذه الحالات التي أوردتها مبدئيا وسائل الإعلام المحلية ومن ثم تأكدت من جانب السلطات المحلية. جوديث تشيسانغ، 22 عاما، كينيا في يوم الاثنين، الفاتح من تشرين الأول / أكتوبر، كانت جوديث تشيسانغ وشقيقتها نانسي في حقل مزرعة أسرتهما يحصدان محصول الذرة . كانت جوديث، وهي أم لثلاثة أطفال، قد انفصلت قبل مدة وجيزة عن زوجها لابان كامورين، وقررت العودة إلى قرية والديها الواقعة شمالي كينيا، وبعد وقت قصير من بدء الشقيقتين العمل، وصل لابان إلى مزرعة الأسرة حيث هاجم جوديث وقتلها، وتقول الشرطة المحلية إن سكان القرية أمسكوا لاحقا بالقاتل وقتلوه. القارة الأفريقية هي القارة التي تتعرض فيها النساء إلى مخاطر قتل أكبر بأيدي زوج أو شريك أو قريب، حسبما يقول تقرير الأمم المتحدة، فالمعدل فيها 3,1 حالة وفاة لكل 100 ألف نسمة، فيما كانت آسيا هي القارة التي قتل فيها أكبر عدد من النساء بأيدي شركاء أو أزواج أو أقارب في عام 2017، إذ قُتلت فيها نحو 20 ألف امرأة في جرائم من هذا النوع. نيها شاراد شودري، 18 عاما، الهند قُتلت نيها شاراد شودري في جريمة "غسل عار" في عيد ميلادها الثامن عشر، بعد أن احتفلت خارج منزلها مع صديقها بهذه المناسبة. وأكدت الشرطة أن والديها لم يكونا راضيين بعلاقتها العاطفية، ووجهت الشرطة تهمة قتلها في منزلها تلك الليلة إلى والديها وقريب ثالث، وما زال التحقيق مستمرا، كما أن المتهمين الثلاثة ما زالوا رهن التوقيف بانتظار محاكمتهم، فيما أكد وكيل المتهمين الثلاثة، أنهم ينوون نفي التهم الموجهة إليهم. يُذكر أن المئات من الناس من الجنسين يقتلون سنويا لإقامتهم علاقات عاطفية أو زواجهم ضد رغبة أسرهم، لكن يصعب الحصول على إحصاءات رسمية لجرائم "غسل العار" هذه، لأنها لا تسجل أو لا يبلغ عنها في كثير من الحالات. زينب سيكانفان، 24 عاما، ايران نفّذت السلطات الإيرانية حكم الإعدام بحق زينب سيكانفان بعد أن أدينت بقتل زوجها. وُلدت زينب في منطقة تقع شمال غربي إيران في أسرة كردية محافظة ضعيفة الحال. وهربت من مسكن والديها عندما كانت في سن المراهقة وتزوجت أملا في عيش حياة أفضل من تلك التي كانت تحياها في كنف أسرتها الفقيرة، وتقول منظمة العفو الدولية إن زوجها كان يعتدي عليها بالضرب ورفض طلبها الطلاق، وتجاهلت الشرطة شكاواها المتكررة. ويقول أنصار زينب، ومنظمة العفو الدولية منهم، إنها عُذبت لتعترف بقتل زوجها، كما ضربها رجال الشرطة ولم تحظ بمحاكمة عادلة ومنصفة، ويلمّح تقرير مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، في تقريره، إلى أن النساء اللاتي يقتلن أزواجهن أو شركائهن كن يعانين من "فترات طويلة من العنف الجسدي" على أيدي ضحاياهن. ويمضي التقرير للقول إن الدوافع التي يعبر عنها عادة مقترفو الجرائم من الذكور تشمل "التملك والغيرة والخوف من الهجر". ويبدو أن هذه هي الأسباب التي تقف وراء مقتل زوجين في البرازيل في اليوم نفسه الذي أُعدمت فيه زينب. ساندرا لوشيا هامر مورا، 39 عاما، البرازيل اقترنت ساندرا لوشيا هامر مورا بأوغستو أغويار ريبيرو عندما كانت في السادسة عشر من عمرها، وكان الزوجان منفصلين خمسة أشهر عندما قتلها، وأكدت الشرطة في منطقة جارديم تاكواري بالبرازيل للخدمة البرازيلية في بي بي سي بأنها ماتت طعنا في رقبتها. وعثرت الشرطة على تسجيل مصور يعترف فيه زوجها بفعلته في هاتفه المحمول. ويقول الزوج في التسجيل إن ساندرا كانت تقابل شخصا آخر، وقد شعر بالغدر والخيانة، كما قال إنه لن يُعتقل أبدا لأن الزوجين سيقابلان "مجد الرب" سويا. انتحر أوغستو بعد ذلك شنقا في غرفة نومهما. تمثل قضية ساندرا شكلا من جرائم القتل يطلق عليه "القتل - الانتحار"، أي عندما يقتل شخص ما إنسانا أو أكثر ثم يقدم على الانتحار. ماري-أملي فايا، 36 عاما، فرنسا قتلت مارس-أملي طعنا بيد زوجها سيباستيان فايا، وكان الزوجان قد انفصلا عن بعضهما بعض بعد أربع سنوات من الزواج. هاجم سيباستيان ماري-أملي بسكين قبل أن يعترف بجرمه للشرطة، وبعد أيام قلائل، انتحر في السجن، ووضع سكان المنطقة الزهور خارج متجر الملابس الداخلية الذي كانت تملكه ماري-أملي الكائن في شارع يطلق عليه شارع بيشا، كما نظموا مسيرة لتخليد ذكراها. وجاء مقتل ماري-أملي في اليوم نفسه الذي أعلنت فيه الحكومة الفرنسية خططا جديدة تهدف للتصدي للعنف الأسري والمنزلي. ويلمح تقرير مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة الأخير إلى أن نسبة كبيرة من العنف الذي يستهدف النساء "لا يتم ابلاغ السلطات بوقوعها وأن جزءا كبيرا من العنف يبقى طي الكتمان." وتقول ريبيكا سكيباج، التي قادت البحث الذي قام به قسم المتابعة الاعلامية في بي بي سي، إن "طريقة نقل وسائل الإعلام تفاصيل حياة الضحايا ومقتلهن تكشف الكثير عن طريقة النظر الى النساء في المجتمعات المختلفة حول العالم"، وتمضي للقول، "كنا نبحث عن الوفيات التي حدثت في يوم واحد، ولكننا اضطررنا للبحث عن المواضيع المتعلقة بذلك اليوم لشهر كامل، وتوصلنا إلى أن التأخر في نشر الأخبار أو أسلوب تناولها أوشح المعلومات تروي قصة أشمل حول موقع النساء في المناطق المعنية." أما مريم أزور التي تعمل في قسم المتابعة الإعلامية ببي بي سي، والتي شاركت في جمع المعلومات التي اعتمد عليها هذا البحث، فقد قالت "هذا الموضوع يخص الجرائم التي لم يذكرها الإعلام أيضا، فهو لا يخص فقط تلك التي حظيت بتغطية العامية"، ومضت للقول "فكثير من القصص لم تصل إلى وسائل الاعلام أصلا، أو لم تحظ بالاهتمام الاعلامي الكافي، أو لم يتم التأكد منها، أو لم يحقق فيها لسبب ما. كل ذلك يدفعك الى التفكر فيما الذي يجعل قتل امرأة من الأهمية بحيث يذكره الإعلام؟" الأمم المتحدة/ قتل النساء/ جرائم الشرف/ العنف ضد المراة