اثينا - صوت الامارات
أعلن رئيس الوزراء اليوناني ألكسيس تسيبراس حالة الحداد الأربعاء بعدما أدى هطول وابل من الأمطار الغزيرة بقوة "شلال" إلى تشكل سيول غمرت ثلاث بلدات قرب أثينا وأسفرت عن وفاة 15 شخصا.
وقال تسيبراس في خطاب متلفز إن "إعلان حالة الحداد الوطني على اثر هذه المأساة هو أقل ما يمكننا القيام به".
وأضاف "أتعهد بأننا سنقف إلى جانب عائلات الضحايا بكل ما نملكه من وسائل".
وضربت الفيضانات التي وصفت بالأسوأ منذ 20 عاما ماندرا ونيا بيراموس وميغارا، وهي بلدات شبه ريفيه تقع غرب اثينا حيث توجد عدة مصانع ومستودعات.
وقال نائب رئيس بلدية نيا بيراموس ستافروس فوتيو لمحطة "اي آر تي" التلفزيونية الرسمية "انهالت المياه من الجبل بملايين الأطنان" فيما استعد المواطنون لليلة جديدة من الأمطار الغزيرة.
وقال "طرقاتنا كلها دمرت (...) المياه غمرت ألف منزل، أي ثلث البلدة".
وأفاد مكتب محافظ أثينا ومحيطها أن "الخطر الذي يمثله (الطقس الحالي) غير مسبوق".
وأما رئيس بلدية ميغارا غريغوريس ستاموليس فقال "واجهنا حادثة (من هذا النوع) عام 1999 ولكنها لم تكن أبدا" بهذا السوء.
وأظهرت لقطات عرضتها قنوات التلفزيون شاحنات وحافلات مغمورة بشكل شبه كامل بسيل من الوحول التي غطت أحياء بأكملها.
وتم نقل ثلاثة أشخاص إلى المستشفى، وفقا لمديرية الإطفاء فيما فقد رابع.
وأعلنت خدمة الإطفاء عن وفاة 13 شخصا بينما تحدث خفر السواحل عن وفيتين إضافيتين.
ومن بين المتوفين، الذين تراوحت أعمارهم من 35 عاما إلى ما يناهز 90، أشخاص قضوا داخل منازلهم وقربها إضافة إلى سائق شاحنة وصياد ورجلين جرفتهما السيول لمسافة كيلومترات إلى البحر.
وتم انقاذ أكثر من عشرة أشخاص علقوا في حافلة فيما فر آخرون عندما انهار الجدار الخارجي لمعمل "جونسون اند جونسون".
وأعلن مكتب رئيس الوزراء أنه تم انقاذ ما مجموعه 87 شخصا، وأن الجيش سيساعد في ايجاد مأوى لمن تشردوا.
وأفادت هيئة الحماية الوطنية اليونانية أن ثلاث طرقات سريعة تأثرت بشكل كبير حيث تم تحويل حركة السير.
- "شلالات نياغارا" -
وصرح نائب محافظ المنطقة يانيس فاسيليو لشبكة "اي آر تي" ان "الوضع صعب للغاية. تساقطت شلالات نياغارا ولا يمكن ايقافها".
وأشار إلى أن "التوقعات الجوية سيئة، ولذا فإننا في حالة تأهب".
وأضاف "هناك نهر من الحطام يمر عبر ماندرا (...) إنه وضع غير مسبوق".
وأما رئيسة بلدية ماندرا يوانا كريكوكي، فقالت للشبكة "لقد حل الخراب في كل مكان، إنها كارثة هائلة".
وأضافت كريكوكي التي علقت في منزلها، "هناك أشخاص عالقون (...) نحتاج إلى آليات لإخراجهم من منازلهم".
وانقطع التيار الكهربائي عن اجزاء من المنطقة فيما أعلنت السلطات عن حاجة العديد من الأشخاص إلى مأوى لقضاء ليلتهم.
وقطعت المياه عن بلدة نيا بيراموس حيث ستستغرق أعمال التصليح نحو خمسة أيام، وفقا لنائب رئيس البلدية.
من جهته، أفاد المتحدث باسم دائرة الحريق يانيس كاباكيس أن "الوصول إلى المنطقة أمر صعب، لقد بلغ الركام ارتفاع المنازل".
وأوضح نائب المحافظ أن معدات رفع الأنقاض أرسلت إلى المنطقة إلا أنه لن يكون من الممكن استخدامها قبل تراجع مستويات المياه.
ووصف تسيبراس الفيضانات بـ"الكارثية".
وأكدت هيئة الاطفاء أنها تلقت اكثر من 600 اتصال لاجلاء اشخاص عالقين في منازلهم وتم ارسال اكثر من 20 عنصر إطفاء الى المنطقة.
وطالب مدع بفتح تحقيق في الخروقات المتعلقة بالبناء في المنطقة.
من جهته، أكد الخبير الجيولوجي ديميتريس بابانيكولاو أن عمليات البناء المنفذة بشكل سيء في المنطقة تعني أن الكارثة مسألة وقت.
وقال بابانيكولاو، وهو استاذ في جامعة اثينا، لإذاعة "أنا" اخترنا هذه المنطقة بالتحديد كحالة اختبار للفيضانات".
وأضاف أنها "منطقة جبلية تضم شبكة من الأنهار الصغيرة التي تجمعت في سيل (...) ولم يكن هناك مكان لمرور المياه".
وأوضح بابانيكولاو أن شخصين توفيا جراء الفيضانات في المنطقة عام 1996.
وأشار مكتب المحافظ إلى أن المناطق المتأثرة ستطلب تمويلا من الاتحاد الأوروبي.
ويوم الثلاثاء، ضربت الأمطار الغزيرة جزيرة سيمي في شرق بحر ايجه دون التسبب بسقوط ضحايا.