أكد وزير التنمية التركي، لطفي إلوان، أن تركيا والإمارات العربية المتحدة وماليزيا حققت تقدمًا كبيرًا في تأسيس بورصة الذهب الإسلامية. وأضاف، في تصريحات صحافية، الأحد، أن مرحلة جديدة، تشمل دول اللجنة الدائمة للتعاون الاقتصادي والتجاري لمنظمة التعاون الإسلامي "كومسيك"، ستنطلق عقب انتهاء التحضيرات التي تجريها الدول الثلاث.

ولفت إلى أن بورصة إسطنبول تباشر العمل في هذا الخصوص، بالتعاون مع مركز دبي للسلع المتعدّدة، وبورصة ماليزيا، مبينًا أنها حققت تقدمًا ملحوظًا. وكشف "إلوان" عن التخطيط لإنشاء منصة للتداول على شبكة الإنترنت، تستند إلى بنية تحتية ذات تكنولوجيا متطورة، كما أنه من المزمع إنشاء شركة منفصلة خاصة بالمعادن الثمينة.

ويذكر أن الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، اقترح، خلال اجتماعات الدورة الـ30 للجنة الدائمة للتعاون الاقتصادي والتجاري لمنظمة التعاون الإسلامي "كومسيك"، التي عقدت في مدينة إسطنبول، في نوفمبر / تشرين الثاني 2014، إنشاء بورصتي الذهب والعقارات بين الدول الأعضاء في المنظمة، وسط ترحيب من الدول الأعضاء. ويتوقع أن يساهم المشروعان في تعزيز التعاون المالي بين الدول الإسلامية، ويقدما فرصًا استثمارية بديلة.

ووفق بيانات مجلس الذهب العالمي، فإن تركيا تحتل المرتبة الأولى بين أعضاء "كومسيك" في حجم احتياطيات الذهب، إذ يبلغ احتياطيها 377.1 طن، كما تحتل المرتبة الـ15 بين دول العالم. وتحتل السعودية المرتبة الثانية بين أعضاء "كومسيك"، باحتياطي 322.9 طن من الذهب، تليها لبنان، باحتياطي 286.8 طن، ثم الجزائر، بـ173.6 طن، وذلك وفق بيانات شهر فبراير / شباط  الجاري، تليها كل من ليبيا، بـ116.6 طن، والعراق، بـ89.8 طن، والكويت، بـ 79 طنًا، وإندونيسيا، بـ78.1 طن، ومصر، بـ75.6 طن، وباكستان، بـ 64.5 طن، والأردن، بـ 38.3 طن، وماليزيا، بـ38.3 طن، وقطر، بـ 32.2 طن، والمغرب، بـ 22 طنًا، وأذربيجان، بـ22 طنًا، وأفغانستان، بـ 21.9 طن، ونيجيريا، بـ21.4 طن، وطاجيكستان، بـ14.4 طن، ثم بنغلاديش، بـ 13.8 طن، وتونس، بـ6.8 طن.

وتعد منظمة التعاون الإسلامي ثاني أكبر منظمة حكومية دولية بعد الأمم المتحدة، وتأسست عام 1969، وتضم في عضويتها 57 دولة، موزعة على أربع قارات، وهي دول ذات غالبية مسلمة، من منطقة الوطن العربي، وأفريقيا، وآسيا الوسطى، وجنوب شرقي آسيا، وشبه القارة الهندية، والبلقان (البوسنة وألبانيا). وتجاوز حجم الصادرات التركية من سبائك الذهب، خلال الأعوام الخمسة الأخيرة، حاجز الـ800 طن، بإجمالي عائدات يفوق 35 مليار دولار، ووفق معطيات هيئة الإحصاء التركية، صدّرت تركيا 252.4 طن من سبائك الذهب، خلال 2012، مقابل 13.3 مليار دولار.

وخلال عام 2013، تراجعت صادرات تركيا من سبائك الذهب إلى 71.9 طن، مقابل 3.3 مليار دولار، فيما بلغت 77.8 طن، خلال 2014، مقابل 3.2 مليار دولار. وشهدت الصادرات التركية من سبائك الذهب ارتفاعًا خلال 2015، ليصل حجمها إلى 192.4 طن، مقابل 7.4 مليار دولار، فيما ارتفعت إلى 205.8 طن، مقابل 8.2 مليار دولار، في 2016.

وفي سياق متصل، تبدأ اجتماعات الدورة التاسعة للجنة الاقتصادية المشتركة بين تركيا والإمارات العربية المتحدة، الإثنين، في أنقرة. ويترأس الوفد الإماراتي في الاجتماعات، التي تستمر يومين، وزير الاقتصاد، سلطان بن سعيد المنصوري، ومن الجانب التركي نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية، محمد شيمشك.

ويسبق انطلاق اجتماعات الدورة التاسعة للجنة الاقتصادية المشتركة اجتماعات فنية وتحضيرية، ويناقش الجانبان سبل التعاون في عدد من القطاعات الحيوية، منها تطوير حجم التجارة بينهما، وصياغة نموذج للتعاون وتبادل الخبرات، في مجالات الابتكار والمشروعات الصغيرة والمتوسطة، وتسليط الضوء على فرص الاستثمار في قطاع السياحة والضيافة، والصناعات الغذائية، والنقل والطاقة المتجددة، والخدمات المالية، والرعاية الصحية، إضافة إلى بحث سبل تعزيز التعاون في مجال الطيران المدني.

وشهدت العلاقات التجارية بين تركيا والإمارات، في السنوات الأخيرة، تطورًا ملحوظًا، إذ بلغت قيمة التبادلات التجارية غير النفطية، في عام 2015، نحو 7.4 مليار دولار أميركي.