أكد الدكتور وديع العزعزي أستاذ الإعلام المشارك في جامعتي صنعاء وأم القری، أنه لا يمكن أن نحقق اليوم النجاح المطلوب لرسالتناالإعلامية من دون أن ننظر إلى ماضينا ونستلهم الدروس و العبر، لا أن نستمر في تكرار الأخطاء، مشيرًا الى أنه لا يمكن لنا أن نتجاهل أننا نجابه مشروعًا طائفيًا وعنصريًا يمتلك امبراطورية إعلامية ضخمة ، وهو في مواجهة مشروع الدولة المدنية والاتحادية يستثمر كل وسيلة إعلامية ويسخّر الفكر والمال للتفوق عليه .

وقال العزعزي في حديث مع "صوت الإمارات": إن إعلام مشروع الدولة المدنية والاتحادية يعيش حالة ضعف وتشتت ويفتقد الى الرؤية و الاستراتيجية و الأساليب والامكانيات المالية والفنية والبشرية المناسبة. وأضاف أن المتأمل يدرك أن هناك تشتيتًا في الجهود على المستويات الرسمية والمؤسسية والتنفيذية ، و إن ما ينفق من  مبالغ على المؤسسات الاعلامية لا يتناسب مع حجم الوظيفة والدور المطلوب من الاعلام في هذه المرحل الحساسة والصعبة . وأضاف استاذ الاعلام العزعزي، أنه من أجل سياسة إعلامية ناجحة يجب ألا تقلل في حجمها نسبياً عما يتم إنفاقه على المجالات السياسية والعسكرية ، فالنجاح في هذين المسارين مشروط بنجاح الإعلام ، ومن هنا فإن من العناصر المهمة في الحكم على تميز هذا المشروع أو ذاك، هو تميز إعلامه وقدرته في عرض قضيته ، وتسويقها والدفاع عنها وبما يسهم في رفد المسارين السياسي والعسكري للمشروع.

وطرح العزعزي سؤالًا عن ما المطلوب لإيجاد اعلام ناجح وفاعل؟ معطياً الجواب أن المطلوب هو صياغة وتطوير رؤية اعلامية ، تأخذ في الاعتبار عدة عوامل من أهمها:
1- إدارة كفؤة .
2- سياسة اعلامية واضحة.
3 ـ  الفكرة الناجحة.
4 ـ الأسلوب الأمثل.
5 ـ الوسيلة الجيدة.
6- خطاب متزن و واقعي .
7- كادر محترف.
8- مال المناسب.
وأكد العزعزي أنه متى ما تحققت هذه العوامل ، وكانت في المستوى المطلوب، استطاع الإعلام أن يكوّن مؤثراً وفاعلاً . واشار الى أن كل ذلك تقييم عن واقع الإعلام في اليمن وما ينبغي عليه أن يكون في الوقت الحالي , ونحتاج الى تفعيل التغطيات الاخبارية في المدن والمناطق التي تقع تحت يد الشرعية من خلال تقارير عن استقرار الاوضاع الامنية والاجتماعية, وكذا اعتماد مراسلين اكثر للقنوات الشرعية تواكب الاحداث, وانتاج افلام تسجيلية عن الانتهاكات  والجرائم  وتكون قصيرة لا تتعدى عشر دقائق ومترجمة الى لغات اجنبية يتم بثّها وتوزيعها على المنظمات الدولية وسفاراتنا. وايضاً تفعيل دور المراكز الاعلامية في الخارج من خلال اللقاءات والندوات والمعارض لكشف زيف المليشيا وفضحها.

وختم العزعزي قائلاً انه الضروري جدا البدء في انشاء اذاعات محلية وهي ليست عالية التكلفة، ووجودها مهم في هذه الظروف لكي تساند الحكومة وتكون مع الناس.