قال المطرب السوداني الدكتور عبد القادر سالم في حديث خاص إلى "مصر اليوم" "إن النزاعات في بلاده تدور عن اقتسام السلطة بالدرجة الأولي، و أن الأغنية السودانية بمفرداتها تستطيع أن تلعب دورًا في وقف النزاعات، ويكفي أن قادة الحركة "الشعبية لتحرير السودان" مثل الراحل جون قرنق دي مابيور والراحل أروك طون كشفوا عند توقعهم لاتفاق سلام مع الحكومة السودانية أنهم لم ينقطعوا عن سماع الأغنيات السودانية طيلة سنوات الصراع، حيث كان  لأغنيات الراحل محمد وردي والفنان صلاح ابن البادية أثر في نفوسهم ،وأن مفردات الأغنية السودانية كانت تحفزهم على الإسراع في التوصل |إلى تفاهم ينهي الحرب". وكشف سالم أنه يملك اسطوانات من بينها اسطوانة مع مطرب جنوبي اسمه امانويل جاك أنتجت في أوربا، و قدمت أغنيات تحث على وقف النزاع في جنوب كردفان و دعت إلى الوحدة. وأضاف سالم " يمكنني القول إن  للفنون دورا مهماً في تقوية السلام الاجتماعي، وهذا أمر مهم للغاية للحفاظ على الوحدة الوطنية، وهنا لابد من معرفة السودانيين وأجيالهم المتعاقبة  لتراثهم الموسيقي الذي هو غني جدا بإيقاعات تعكس ثقافة أقاليمه شرقها وغربها وجنوبها مثل ايقاع الجراري والمردوم في كردفان، والكمبلا في جبال النوبة وغيرها، فهذه الإيقاعات تسهم في توحيد وجدان الشعب السوداني".  وحذر قاسم  من تشويه البعض للتراث وتحريفه جهلا أو عمدا، و أوضح أن مشاركاته العالمية تعدت الـ70 مشاركة أغلبها في أوربا. قال "إن اسطوانات مثل (نجوم الليل، والخرطوم ، ووقف اطلاق النار )  تباع وتوزع في كل العالم،  وأعلن أن رحلاته الفنية أغلبها لأوربا حيث شارك في مهرجان المشرق العربي في فرنسا وتجمع الموسيقيين في ألمانيا ومهرجان القرن الأفريقي في بريطانيا وينتظر أن يشارك في مهرجان  تستضيفه لندن  تشرين الأول/ أكتوبر المقبل  إضافة إلى مشاركات في النرويج والسويد.  وأكد أن الاهتمام بالموسقى والغناء السوداني في أوربا واضح ويدعو إلى  الدهشة أحيانا على سبيل المثال، فقد لمست ذلك في مقاطعة كتلونيا الإسبانية في برشلونة  أذيقولون ان الموسيقي السودانية تشبه موسيقى الاندلس خاصة موسيقي الفلامنجو، وأضاف أن المهرجانات الموسيقية والفنية في أوربا تشجع الكثير من الفنانين والموسيقيين السودانيين على المشاركة، فالأوربيون يقدمون لك الدعوة باحترام وتقدير بالغ ويتكلفون بنفقات السفر. وكشف أن بعض المشاركات تتم بمجهودات فردية وشخصية لأن السلطات باتت لا تصرف أموالا على تلك المشاركات في السنوات الأخيرة، وألمح إلى نتيجة لذلك باتت  مشاركة بلاده الفنية الخارجية ضعيفة. تجدر الإشارة إلى أن عبد القادر باحث في مجال الموسيقى التراثية السودانية، وحاصل على درجة الدكتوراه في الفنون من جامعة السودان للعلوم بعنوان "الأنماط الغنائية في إقليم كردفان ودور المؤثرات البيئية في تشكيلها"، ويعد من المطربين الذين حققوا تواجدًا فنياً كبيراً في أوربا، و منحته الدولة وسام العلم والأدب الفضي عام 1976م و جائزتها  التشجيعية في العام 1983 نظير دوره الفني الرائد .