القاهرة- شيماء مكاوي
كشف الدكتور مجدي بدران، استشاري الأطفال وعضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة وزميل معهد الطفولة في جامعة عين شمس، عن مخاطر حمل الحقيبة المدرسية الثقيلة على الأطفال.
وقال مجدي بدران، خلال حوار له مع "العرب اليوم": "80% من الطلبة يشتكون من حقيبة المدرسة أحيانا تتعدّى حقيبة المدرسة الـ15 كغم يحملها الطلبة على الأقل ساعة يوميا، وحقيبة المدرسة الثقيلة ربما كانت سبب غياب الطفل عن المدرسة في نحو 7% من الحالات حسب إحدى الدراسات، ونصف الطلبة الأميركان يحملون حقائب تتعدى أكثر من 15% من أوزانهم، و90 % من الطلبة في بعض دول العالم الثالث يحملون حقائب تتعدّى أكثر من 10% من أوزانهم".
وأضاف استشاري الأطفال قائلا: "مخاطر الشنطة المدرسية كثيرة منها تأخر نمو وتطور الهياكل العظمية للأطفال، فالهياكل العظمية للأطفال غير مكتملة وتحتاج إلى التطور حتى البلوغ، ووجود حقيبة ثقيلة خاصة مائلة على كتف واحد للطفل يضيف قوة غير طبيعية على أحد الكتفين والعمود الفقري والعضلات والأربطة، فضلا عن الإرهاق الجسدي وآلام العضلات والمفاصل والظهر والشعور الدائم في ما بعد بالتعب، وكلما زاد وزن الحقيبة زاد التعب بعد دقائق من المشي تحت الحقيبة الثقيلة، وقصرت المدة الزمنية التي يشعر بعدها الطفل بالتعب، وتسبب في مشاكل بالضلوع وعضلات العنق وأعلى الظهر وأسفل الظهر والكتفين والساقين والقدمين وتقلص، وتورم، وتشوه، واعوجاج العمود الفقري وميل العمود الفقري لأحد الجانبين ووخز، وخدر وضعف في اليدين".
وأوضح الدكتور مجدي بدران قائلا إنه "عند تجاوز وزن الحقيبة 10% من وزن الطفل تتأثر وظائف الرئة سلبيا نتيجة لميل العمود الفقري جانبيا أو للأمام وبالتالي تقييد حركة الرئة المعنية في التنفس بيسر، وانخفاض القدرة على التنفس السليم بسبب الضغط على الرئتين، وكثرة التغيب عن المدرسة لشعور الطالب بالعذاب عند حمله الحقيبة الثقيلة".
ويُقدّم الدكتور بدران نصائح خاصة بشنطة المدرسة وهي شراء شنطة مدرسية خفيفة الوزن، وشراء الحقائب المدرسية الخفيفة المبطنة أو المجرورة (بعجل)، ويفضل عدم تحميل الأطفال حقائب مدرسية تزيد على 10% من وزن الطفل، والأفضلية للحقيبة التي ترتكز على الكتفين، ذات حمالتين عريضتين وقابلة للإطالة والتقصير، ومزوّدة بحزام حول الخصر، ويجب تمرين الطفل على التعود على استقامة الظهر خلال حمل حقيبة المدرسة، وارتكاز الحقيبة في منتصف الظهر، وعدم الميل تجاه ثقل الحقيبة، وعدم حمل الحقيبة على كتف واحد بل الكتفين، وممارسة الرياضة خاصة التي تقوّي عضلات الكتفين والظهر، وتزيد من القدرة على التنفس العميق، ووضع المطلوب فقط في الحقيبة المدرسية، والاهتمام بالتغذية الجيدة المتوازنة في الكم والنوع مع الاهتمام بالأغذية الغنية بالكالسيوم، فالكالسيوم ضروري لبناء العظام والأسنان وكفاءة العضلات، والكالسيوم يوجد بنسب أعلى من اللبن في عدة مصادر نباتية حيث يحتوي 1 غرام من اللبن على 1,5 ملليغرام من الكالسيوم بينما يحتوي 1 غرام من العسل الأسود أو الكمون على 9 ملليغرام من الكالسيوم ويحتوي السمسم على 7 ملليغرامات، والشمر 5 ملليغرامات والبهارات 3 ملليغرامات، ويوجد الكالسيوم في مصادر حيوانية مثل سمك السردين والسلمون والبيض واللحم، كما أن وضع الحقائب على الأرض يتسبب في تلوثها يوميا بالأتربة والميكروبات والفطريات ومسببات الحساسية، وبالتالي تنتقل هذه الملوثات لملابس الطلبة ومقاعدهم ومنازلهم فتزداد معدلات العدوى بالميكروبات وانتكاسات الحساسيات الصدرية والأنفية والجلدية.