الخرطوم _ صوت الإمارات
قالت تشاريتي ماندولو إن عمليات الإعدام بدأت من وصول جنود الحكومة- نحو 100 أغلبهم من عرق الدنكا الذي ينتمي إليه رئيس جنوب السودان سلفا كير- إلى بلدتها توري بايام.وأضافت وقد بدا عليها الإجهاد مما قالت إنه سير لمدة أسبوع وسط الأدغال وعبر الحدود الجنوبية إلى الأمان النسبي في جمهورية الكونجو الديمقراطية "بدأوا طلب أشياء. وإذا لم تعطهم إياها يقتلوك."
ولم يتسن التحقق على نحو مستقل من رواية ماندولو وروايات بعض الأشخاص من بين 64 ألف شخص آخرين فروا من جنوب السودان إلى شمال شرق الكونجو المعزول.وتقول حكومة جنوب السودان التي تخوض حربا أهلية ضد متمردين يقودهم ريك مشار النائب السابق للرئيس منذ ثلاث سنوات إنها لا تستهدف سوى المتمردين الذين يقولون بدورهم إنهم يهاجمون الجيش فحسب.
لكن روايات اللاجئين وتقريرا حقوقيا من الإقليم الاستوائي الذي يعزل القتال كثيرا من مناطقه تشير إلى أن الجانبين يستهدفان المدنيين على أساس عرقي مما يزيد من أهمية تحذير للأمم المتحدة من أن إبادة جماعية في طور التشكل.وقالت ماندولو التي تتخذ مأوى لها في قرية كاروكوات الكونجولية إنه من بين أوائل القتلى في توري بايام امرأة وتاجر محلي اتهمهما الجنود بالتعاون مع متمردي الجبهة الشعبية لتحرير السودان- جناح المعارضة التابع لمشار.
وأضافت وهي تحمل رضيعها الذي لم يتجاوز عمره تسعة أشهر في حين تشبث طفل آخر بالذراع الأخرى "قالوا (الجنود) إن سكان الإقليم الاستوائي متمردون. بل بدأوا البحث عن المدنيين في الأدغال وبدأوا في قتلهم."وخلفت ماندولو وراءها ابنا عمره عشر سنوات كان في منزل خالتها عندما بدأ القتال. وكان زوجها في العاصمة جوبا في ذلك الوقت. وليس لديها أخبار عن أيهما.
فر أكثر من مليون شخص من جنوب السودان منذ اندلاع الصراع في ديسمبر 2013 بعدما أقال كير نائبه مشار في أكبر نزوح جماعي في أي صراع في وسط أفريقيا منذ الإبادة الجماعية في رواندا عام 1994.ويعبر يوميا ما يربو على أربعة آلاف شخص إلى أوغندا حيث يؤوي مخيم بيديبيدي للاجئين المفتوح منذ أغسطس أكثر من 188 ألف شخص حاليا. ووصل 36600 لاجئ آخر إلى إثيوبيا منذ مطلع سبتمبر وفر أكثر من 57 ألفا إلى الكونجو هذا العام.
ويضع القتال في الأغلب أبناء قبيلة الدنكا المهيمنة التي ينتمي إليها كير وتضم ثلث السكان تقريبا في مواجهة قبلة النوير التي ينحدر منها مشار.لكن مع امتداد القتال إلى الولايات الحدودية الجنوبية انضمت إليه عشرات من الجماعات العرقية الأخرى التي كانت تاريخيا في صراع مع الدنكا.وحذر أداما ديينج مستشار الأمم المتحدة الخاص المعني بمنع الإبادة الجماعية مجلس الأمن هذا الشهر من أن العنف يوفر "تربة خصبة" لعملية إبادة جماعية.