القاهرة - محمد عمار
تراودنا منذ الصغر أحلامًا وطموحات تكاد تكون خيالية، خاصّة بما يرتبط بأحلام اليقظة في ظلّ المعاناة والحرمان قد يصل إلى اليتم أحيانًا، وهذا ما حصل مع مصممّة الأزياء الشابة داليا جمال التّي وصفت بأنّها عاشت حياة صعبة كثيرًا استطاعت أن تتغلّب على كل صعوباتها، وبتصريح خاص إلى "صوت الإمارات" عادت داليا لتستذكر طفولتها، قائلةً أنّها ولدت عام 1984 وعاشت مع والدها ووالدتها، وكانت الإبنة الوحيدة لهما وكانت الحياة هادئة وجميلة، ولكن ما لبث أن توفي والدها نتيجة إصابته بأزمة قلبية وكان عمرها حينها 5 سنوات وبعد دخولها المدرسة بعامين ماتت والدتها حزنا على والدها، ولم تجد داليا سوى العيش مع عمّها شقيق والدها الذّي كان شابًا طموحًا يعمل في الرسم ويرسم عددًا من الوحات الزيتية على الرغم من أنه لم يدرس فن الرسم ولم يحصل على شهادة جامعية بل حصل على الثانوية العامة وأكتفى بهذا القدر من التعليم.
وأشارت داليا أنّ عمها هو من أدخل على نفسها جمال الحلم ومحاولة تحقيقه فعرفت منذ الصغر حبها للرسم وخاصة رسم الأزياء وبعد مرور وقت عشقت عالم الأزياء وتابعت أهم عروضه في العالم عن طريق المجلات التلفزيون رغم ندرته، موضحة بأنّها حصلت على الثانوية العامة وقّررت أن تدرس تصميم الملابس وقد ساعدها عمّها للالتحاق بكلية الفنون التطبيقية ونجحت في ذلك، وأكملت حديثها إلى "صوت الإمارات" قائلةً أنّها بعد تخرجها أرادت أن تصنع شيئا غريبًا، ولم يبخل عمّها في دعمها أيضًا، فاتّصل بأحد الأصدقاء في إيطاليا، وما لبثت أن عملت داليا معه في مجموعة من دور الأزياء هناك، لكنّها كانت تفكّر في تقديم شيء مختلف وجديد وناجح، ففكّرت في تقديم عروض أزياء في الهواء الطلق وليس في الأماكن المغلقة ونجحت عروضها بالفعل وبدأت تنتشر عروضها بين الجاليات العربية المهتمة بالأزياء، وبدأت تصاميم ملابسها تظهر على أغلفة بعض المجلات الأوروبية، ثمّ انتقلت إلى عدد كبير من الدول وقدّمت عروضها هناك منها اليونان وبلجيكا ودول أميركا اللاتينية، ويستمرّ هدف داليا الدائم وهو المضيّ في تحقيق النجاح والمحافظة عليه، موضحة أنّها قدمت مجموعة صغيرة من عروض الأزياء في مصر لكنّها لم تلقّى أي اهتمام إعلامي محلي.