قال السفير محمد توفيق سفير مصر لدى الولايات المتحدة، إن مصلحة المواطن المصري محور ثورتي 23 يوليو و25 يناير، مشيرا إلى أن ثورة 23 يوليو وضعت المواطن البسيط ملء أعينها وثورة 25 يناير وضعت المواطن المصري بالخارج في بؤرة الاهتمام الحقيقي للإدارة المصرية، ونوه بأن أبناء مصر في الخارج يمثلون أداة فعالة لدعم مسيرة التطوير والنهضة المصرية. جاء ذلك في كلمة ألقاها السفير محمد توفيق بمقر السفارة المصرية في واشنطن اليلة الماضية بمناسبة الذكرى الحادية والستين لثورة 23 يوليو لعام 1952، التي تمثل العيد القومي لمصر، بحضور عدد كبير من المسئولين الأمريكيين وممثلي الجالية المصرية في أميركا، والذي احتفلت به السفارة في وقت مبكر هذا العام قبل حلول شهر رمضان، وهو شهر الصيام والنوايا الحسنة والخير والوئام والتأمل للمسلمين في جميع أنحاء العالم، تيسيرا على المصريين في ؟أمريكا للمشاركة في الاحتفال بعيدهم القومي. ونوه السفير توفيق بأن السفارة من جانبها تسعى لبلورة رؤية متكاملة لتعاملها مع أبناء الجالية لتقديم كل عون ممكن لهم وتمكينهم من استغلال الطاقات الهائلة التي يتمتعون بها وخبراتهم المتراكمة والمتنوعة في شتى المجالات في عملية التحول نحو دولة المؤسسات وسيادة القانون في مصر. ولفت إلى أن ما نراه اليوم من اختلافات في الرأي بين القوي السياسية في مصر، بل أيضا في أوساط الجاليات المصرية في الخارج، انما هو نتيجة طبيعية للممارسة الديمقراطية، ومبعثه الحقيقي الحرص على المصلحة الوطنية في إطار من تنوع الرؤى، مما يتطلب أن نتكاتف جميعا لعبور هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ مصر. وأكد السفير توفيق حرصه على تعزيز التواصل المباشر مع أبناء الجالية وسبل ايصال آرائهم وخبراتهم، وتلقي أفكارهم ومقترحاتهم بشأن دور السفارة معهم.. لما لذلك من آثر بالغ في استكمال بناء مصر الجديدة القادرة على تلبية طموحات وتطلعات أبنائها في الداخل والخارج. كما أعرب السفير عن تمنياته لمصر وللجالية بدوام التوفيق واستمرار روح التوافق والحوار والشراكة والمحبة. وأوضح السفير أن "ثورة 23 يوليو كانت أحد أهم أحداث النصف الثاني من القرن العشرين، وجسدت نضال شعوب العالم الثالث لتحرر أنفسها من الاستعمار والاحتلال الأجنبي، وقدمت الدعم والإلهام لحركات التحرر الوطنية التي انتشرت عبر أفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية" وأضاف: " كما تجلى سعي الشعب المصري نحو الحرية والديمقراطية والكرامة الإنسانية بعد ستين عاما من ثورة يوليو في 25 يناير 2011.. والطريق إلى الديمقراطية يحتاج إلى الوقت والجهد، وقد أثبت المصريون مرارا قدرتهم، من واقع خبراتهم وحضارتهم على مدى آلاف السنين، على تقديم حلول لأكثر من معضلة.. إنني على ثقة من قدرة المصريين من واقع تراثهم الغني على اكمال مهمتهم وقيادة المنطقة نحو مستقبل مستقر وديمقراطي" ونوه السفير بأن الاحتفال بالعيد القومي لمصر في واشنطن له دائما أهمية خاصة، نظرا لأهمية التعاون الوثيق بين القاهرة وواشنطن من أجل السلام والأمن الإقليميين والدوليين.. مشيرا إلى أن شعبي البلدين يدعمان الحكومات الديمقراطية التي تحترم وتضمن حرية وكرامة مواطنيها.. كما أن البلدين يعملان سويا على تحقيق حلول سلمية وعادلة للصراعات..والعلاقات الاقتصادية بينهما نابضة بالحياة ومتنوع وتخدم مصالحهما المشتركة. وأشار السفير إلى أن الولايات المتحدة قدمت دعما كبيرا لمصر على مدى عقود، مشيرا إلى أن الرئيس باراك أوباما أعلن في أعقاب ثورة يناير حزمة متنوعة من الدعم للبرنامج الاقتصادي المصري، في إطار جهد دولي أوسع نطاقا. ولفت إلى أنه يتم تعميق هذه الشراكة الاستراتيجية بين البلدين لتشمل مختلف القطاعات، إضافة إلى تعزيز التعاون في المجالات الثقافية والتعليمية.. لخدمة المصالح والرؤى المشتركة للجانبين.