قال رئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت إن إقالة الحكومة جاءت تلبية لطلب شعب جنوب السودان. جاء ذلك خلال كلمته التي القاها مساء اليوم بساحة الشهداء في اطار احتفالات جنوب السودان بيوم الشهداء وذكرى رحيل الزعيم الجنوبي جون قرنق . وأوضح ميارديت أن إقالة الحكومة كانت مطلبا شعبيا وكثيرا ما كان يشكو أبناء الجنوب من وزراء هذه الحكومة ويطالبون باقالتها نظرا لأنها لم تحقق التنمية المطلوبة ولم توفر متطلباتهم الحياتية . وقال إن تحقيق التنمية يتطلب أموالا " لكن من أين نأتي بهذه الأموال في ظل الرواتب التي تدفع لما يزيد عن 50 مسئولا هم الوزراء ونوابهم علاوة على مستشاري الحكومة ورئيس البلاد ونائبه . لهذا كان قرار تقليص الوزراء إلى 17 وزيرا علاوة على وزيرين لمكتب الرئيس ليصبح عدد الوزراء 19 وزيرا". وأشار إلى أنه كان يتابع ما يجري داخل الحكومة لكن"لكل شئ أوانه" حسب تعبيره، مؤكدا أن الحكومة الجديدة ستشكل في القريب العاجل وستلبي طموحات أبناء جنوب السودان . وعن إقالة نائبه الدكتور رياك مشار، قال ميارديت إن مشار استبق موعد الانتخابات الرئاسية وأعلن عن ترشحه لانتخابات عام 2015 وكان يوجه له انتقادات لاذعة وهو في السلطة ، مضيفا أنه طلب من مشار تقديم استقالته طالما أنه غير مقتنع بهذه الحكومة حتى ينضم لصفوف الشعب ويتسنى له انتقاده كما يشاء لكنه رفض تقديم الاستقالة لذلك اصدر قرارا باقالته . وقال " عندما اتخذت قراراتي بإقالة الحكومة ونائبي، قال البعض إن جنوب السودان على شفا حرب أهلية وجائتني اتصالات كثيرة من الخارج . وأجبت بأن هذه تغييرات طبيعية تجري في أي دولة من العالم . وهل يتعين على كرئيس دولة إذا أردت تغيير الحكومة أن أطلب الإذن من أحد ". وفيما يتعلق بأمين عام الحركة الشعبية لتحرير السودان، أوضح رئيس جنوب السودان ورئيس الحركة الشعبية إن التحقيقات مع أموم تأتي بشأن مخالفات ارتكبت داخل الحزب ويعلمها أموم وجميع أعضاء الحركة وكذلك بسبب حديثه عن أسرار الحركة لوسائل الإعلام . وأضاف أن التحقيقات تجري مع أموم وانه في انتظار نتائج هذه التحقيقات . وفيما يخص العلاقات مع السودان، أشار ميارديت إلى أنه لا يود الحديث في كل مناسبة عن الخلافات مع السودان، لكنه قال إنه علم أن السودان يعتزم إغلاق خط النفط في 22 أغسطس القادم . وأوضح أن وزارة البترول والتعدين في جنوب السودان اتخذت الاحتياطات الكفيلة بمنع أي ضرر لخط النفط أو معدات الضخ إذا كانت الخرطوم جادة في موعدها. وأضاف أن بلاده ستسمر في المفاوضات مع الخرطوم لمنع إغلاق خط النفط . وأوضح أنه أكد للمسئولين في الخرطوم أنه لا نية لديه لخوض حرب ضدها والعودة بالبلاد إلى الوراء . وأشار إلى أن الحوار هو الحل الوحيد لحل أي خلافات مع السودان مضيفا أن بلاده لن تدخل الحرب ليس لأنها لا تجيدها ولكن لأن من يلجأ إلى الحرب هو من يفقد كافة السبل السلمية لحل النزاع ونحن مازال لدينا الكثير من الطرق السلمية لحل الخلافات مع السودان . وقال رئيس جنوب السودان إن يوم الثلاثين من يوليو خصص للاحتفال كل عام بذكرى أرواح الشهداء الذين قدموا دمائهم من أجل نيل هذا البلد لحريته بدءا بالشهداء الذين سقطوا منذ خمسينيات القرن الماضي وحتى عام 2005 ومن يسقطون حاليا بسبب الاعتداءات على الحدود أو المتمردين، مكررا تأكيده بأنه لا عودة للحرب مع السودان والحوار هو الحل الوحيد لحل الأزمات بين الجانبين . ووجه ميارديت رسالة إلى قوات الجيش والشرطة دعاهم فيها إلى العمل من أجل جلب الاستقرار واحترام المواطنين، وقال إن هناك اتهامات بارتكاب مخالفات من جانب هذه القوات ويتعين جلب هؤلاء الأشخاص وتقديمهم للمحاكمة خاصة في بيبور وبور في ولاية جونقلي . وأردف قائلا " إذا كان المواطن من قبيلة المورلي (في جونقلي) يفر من مسئول حكومي فبكل تأكيد هناك خطأ ارتكبه هذا المسئول". من جانب آخر، دعا رئيس جنوب السودان ممثلي قبيلة المورلي في جوبا إلى تحمل مسئولياتهم ازاء المتمرد ديفيد ياوياو واجراء اتصالات معه نظرا لأنهم ينتمون لقبيلة واحدة، مشيرا إلى أنه سيحاول بشتى الطرق التفاوض معه من أجل انهاء تمرده على أن يتحمل أبناء المورلي النصيب الأكبر في هذه الاتصالات .