أكدت القوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية على عمق الروابط التاريخية والقومية بين الشعبين الفلسطيني والمصري الشقيق الذي قدم التضحيات الجسيمة من أجل قضية فلسطين والتي كانت دوماً قضية أساسية في وجدان كل المصريين وشددت القوى خلال اجتماع لها الأحد، في مكتب العلاقات الخارجية لحركة الجهاد الإسلامي احترامها لإرادة الشعب المصري الشقيق وحقه المطلق في تحديد خياراته السياسية دون أي تدخل خارجي وأكدت القوى الفلسطينية على حرصها على أمن وسلامة مصر الشقيقة وتمنت أن يتحقق الاستقرار سريعاً وتستعيد مصر دورها القيادي على المستوى الإقليمي والدولي وفي نفس السياق، عبرت القوى الفلسطينية عن أسفها العميق لحملة التحريض التي تتعمد بث الإشاعات والأخبار الكاذبة وأكدت أن العلاقة المعمدة بدماء شهداء الشعبين المصري والفلسطيني أقوى من كل محاولات التشوية والتضليل ودعت وسائل الاعلام التي طالما وقفت لجانب شعبنا في أصعب الظروف وأدق المراحل لتوخي الدقة والموضوعية فيما يبث من إشاعات مغرضة لا تستند إلى أدلة أو براهين، مؤكدة أن الشعب الفلسطيني ليس طرفاً فيما يجري على الساحة الداخلية المصرية وأعربت القوى الوطنية والإسلامية عن تقديرها العميق للقوى السياسية المصرية من المثقفين ومنظمات المتجمع المدني والاتحادات والشخصيات الوطنية في مصر الذين وقعوا نداءات بشأن الموقف المتضامن مع القضية الفلسطينية ودعت كافة القوى السياسية والأقلام المصرية الحريصة إلى مواجهة هذه الحملة التي تستهدف الإساءة للعلاقات بين الشعبين كما دعت السلطات المصرية إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة لتخفيف معاناة أبناء شعبنا الفلسطيني، خاصة فيما يتعلق بمعبر رفح والمطارات ووقف كافة الإجراءات الاستثنائية التي ألحقت الضرر بأبناء شعبنا وتقديم التسهيلات اللازمة لتخفيف هذه المعاناة ودعت القوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية السلطات المصرية لتسهيل حركة دخول البضائع إلى قطاع غزة المحاصر تجنباً لوقوع كارثة إنسانية في سياق متصل أكد عضو المجلس التشريعي الفلسطيني عن حركة "حماس" الدكتور عاطف عدوان، أن سرعة هدم الأنفاق من قبل الجيش المصري تؤكد تدخل أطراف أجنبية للضغط على الفلسطينيين وتأليب الشعب على حماس وقال عدوان في تصريح صحافي مساء الأحد: "إن سرعة الجيش المصري بهدم الأنفاق الموردة للبضائع إلى غزة يؤكد أن هناك جهات معنية بالتضييق على الفلسطينيين ومحاولة إضعاف حركة حماس التي تقود حكومة غزة، ومحاولة تأليب الشعب الفلسطيني على وضعه" وشدد عدوان على أن الجهة المستفيدة من هدم الأنفاق هي (اسرائيل) والولايات المتحدة، مضيفًا "هذا الأمر يشير إلى أن التنسيق بين الجيش المصري والأطراف المستفيدة كان ولازال عاليا جدا بحيث يجعل حصار غزة والتضييق عليها أولوية" ولفت إلى أن ما يجري في مصر يبيّن أن هناك أطرافا أجنبيه تريد إبقاء مصر بلدا لا قيمة له يدور في فلك أمريكا وحليفتها (اسرائيل)، ويسعى لسلخها عن محيطها العربي والاسلامي وجعلها أداة في يد أعداء أمتها يذكر أن الجيش المصري يجري حملة هدم واسعة النطاق على الأنفاق الحدودية بين مصر وقطاع غزة، وهدم مئات الأنفاق حتى الآن، التي تعد شريان الحياة للقطاع بسبب إغلاق المنافذ البرية والبحرية من الجانب "الإسرائيلي" من جهته أكد الدكتور غازي حمد وكيل وزارة الخارجية الفلسطينية في غزة، أن استمرار إغلاق معبر رفح البري لم يكن له أي مبرر منطقي. وقال "إن الأوضاع السياسية التي تشهدها مصر لم تفرض سببًا حقيقيًا لإغلاقه أمام العالقين في الخارج" وذكر حمد في تصريح متلفز عبر فضائية القدس صباح الأحد، أن حكومته أجرت اتصالات مع الجانب المصري؛ من أجل حل أزمة إغلاق المعبر، موضحًا أن الجانب المصري تواصل بدوره مع الخطوط الجوية؛ بغرض تسهيل عودة العالقين وجدد تأكيده أن الحكومة بغزة لم تتدخل في الشأن السياسي المصري على الرغم من حملات التحريض التي تشنها وسائل إعلام مصرية. وشدد في الوقت نفسه، على أنه لا يوجد أي دليل يثبت تورط حركة حماس في سيناء "وكل ما يُقال في هذا الشأن باطل" وأقرّ بأن ما يجري في مصر ينعكس سلبًا على غزة "كونها تشكل دعمًا لمصر، بغض النظر من يحكمها". على حد تعبيره وحول قرار تحويل معبر رفح إلى معبر تجاري، أعلن حمد استعداد حكومته للتعامل مع السلطة في رام الله بشأن ذلك "على أن تكون الرقابة فلسطينية"، معربًا عن أمله في أن يكون هناك تعاون مشترك بين الجانبين فضلًا عن تسهيل إدخال البضائع إلى غزة وأكد حمد وجود وعود مصرية وصفها بـ"الجيدة" لإعادة فتح معبر رفح أمام حركة تنقل المسافرين بصورته الطبيعية وقال حمد: "أجرينا اتصالات مع الجانب المصري وأوضحنا لهم طبيعة الأضرار التي يتعرض لها الفلسطينيون جراء إغلاق المعبر وتأثيره السلبي على حياتهم" وأضاف: "الجانب المصري وعدنا بإعادة فتح المعبر خلال الفترة المقبلة بطريقته السابقة، لإنهاء الأزمة التي تفاقمت بسب إغلاق المعبر لعدة أيام، والسماح بدخول فئات معينة فقط ".