دعا مستشار فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر لشؤون الدعوة محمد مختار جمعة مبروك، خلال خطبة الجمعة من الأزهر الشريف إلى إيثار المصلحة العليا للوطن على أي مصلحة فئوية أو حزبية أو شخصية. كما دعا أبناء الوطن جميعهم – بلا استثناء – إلى مصالحة وطنية حقيقية وشاملة على أرضية وطنية، لا إقصاء فيها لأي فصيل أو فئة من أبناء هذا الوطن، مؤكدا أن الوطن يسع الجميع. وشدد على ضرورة وحدة الكلمة، وجمع الشمل، مؤكدا أن في ديننا الحنيف وتراثنا الفقهي وثقافتنا الأزهرية ما يحتمل الخلاف والتنوع، مبرهنا بقول الحق سبحانه وتعالى (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ)، موضحا " كان الشافعي رحمه الله تعالى يقول( رأيي صواب يحتمل الخطأ، ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب" وهنا مجال للحوار والنقاش والاستماع إلى الرأي الآخر ومناقشته وإنصافه، فالأقوال الراجحة ليست معصومة، والأقوال المرجوحة ليست مهدومة. وحث على ضبط الكلمة ودقتها، مشددا على أن الكلمة أمانة ومسؤولية، أما إطلاق العنان للسان والكلام بلا روية ولا تدبر فقد يجرنا إلى الكثير من المشكلات. وأكّد " مصر الأزهر ستظل الحصن الحصين وصمام الأمان للحضارة الإسلامية، وأنها ستظل – بإذن الله تعالى- درع الأمة العربية وسيفها، وأنها محفوظة بحفظ الله لها، وما أفاءه عليها من ثروات مادية وبشرية، فهذا يوسف عليه السلام يقول لعزيز مصر: (اجعلني على خزائن الأرض) ولم يقل اجعلني على خزائن مصر، فخزائن مصر هي خزائن الأرض لو أحسنا استغلالها والإفادة منها، ورجالها خير أجناد الأرض". ونوه بقول النبي–صلى الله عليه وسلم – إن الله عز وجل سيفتح عليكم مصر فاتخذوا منها جندا كثيرا فإنهم خير أجناد الأرض، وإنهم في رباط إلى يوم الدين" مشيرا إلى أن مصر لم تهن يوما على أحد، فلا ينبغي أن تهون على بعض أبنائها. ودعا فضيلته أن يحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء ومكروه، وأن يجمع كلمة أبنائها، وأن يوحّد صفهم، وأن يجعل مصر أمنا أمانا سخاء رخاء وسائر بلاد المسلمين.