يعاني المئات من معتمرو قطاع غزة العالقون في المملكة العربية السعودية من أوضاع إنسانية صعبة، في ظل استمرار إغلاق معبر رفح البري ومطار العريش المصري، حيث ينتظرون يعانون منذ خمسة أيام كل لحظة للسماح لهم بالعودة إلى القطاع. عوض أبو مذكور رئيس جمعية أصحاب شركات الحج والعمرة في غزة قال في تصريح صحفي الاثنين إن المعتمرين العالقين يعانون من نقص الأموال، في ظل تأخر عودتهم إلى القطاع والتي كانت مقررة الأربعاء الماضي، مبيناً أن الأوضاع الداخلية في مصر وسيناء حالت دون عودتهم فهي تشكل خطراً على حياتهم في ظل عدم وجود طريق آمن بين معبر رفح والعريش، بالإضافة إلى إغلاق المعبر بعد ذلك. وأشار أبو مذكور إلى أن أصحاب الشركات قاموا بمساعدة المعتمرين من خلال توفير فنادق بديلة لهم تكفلت الشركات بدفع إيجاراتها. وقال: "سيتوجه أصحاب الشركات اليوم إلى سفارة فلسطين في جدة لمساعدتهم لدى الحكومة المصرية، ومناشدة الأطراف المسؤولة لعودتهم من خلال مطار القاهرة إن كان هناك مشاكل أمنية في العريش". وأكد أبو مذكور أن 900 معتمر لا زالوا عالقين في السعودية، في حين أن 766 معتمرا كان من المفترض خروجهم الأربعاء الماضي لأداء مناسك العمرة ولكن لم يتم ذلك. وشدد أبو مذكور على ضرورة الإسراع في حل مشكلة المعتمرين، مبيناً أن المعتمرين الذين كان من المفترض خروجهم الأسبوع الماضي ستنتهي تأشيراتهم والتي تم إصدارها لمدة أسبوعين فقط إذا لم يتم خروجهم هذا الأسبوع، مؤكداً أن ذلك يعود بأضرار كبيرة على أصحاب الشركات وعلى المعتمرين. وناشد أبو مذكور الرئيس أبو مازن والأطراف المختصة في السعودية ومصر وسفارة فلسطين بالتدخل لمساعدة المعتمرين قدر الإمكان، وبمساعدتهم للعودة إلى القطاع بأسرع وقت ممكن. وفي نفس السياق وجه معتمرون عالقون في المملكة السعودية مناشدة للإسراع في عودتهم إلى القطاع، واصفين ظروفهم بالمأساوية. وأشار المعتمرون إلى أن مصعدا بفندق "المصلي" بالسعودية سقط من الدور التاسع وكان بداخله ثمانية معتمرين من قطاع غزة ما أدى إلى نقل جميع من كان بداخلة إلي المستشفى بين إصابات خطيرة ومتوسطة. وقال المعتمرون: "يوجد بيننا كبار في السن وأطفال، وقد ضاق بنا الحال حيث أن المبالغ التي بحوزتنا نفدت من البعض وعلى وشك النفاد من الجميع، علما بأنه تم حجز فنادق دون المستوي المناسب (كل 8 أفراد في غرفة لاتتعدى مساحتها 20 مترا مربعا) لذلك نناشد الجميع العمل على حل هذه المأساة التي نمر بها قبل حلول شهر رمضان المبارك". يذكر أنه تم الغاء رحلات الطيران من الأراضي السعودية الى مطار العريش يوم الأربعاء الماضي بسبب الأوضاع الأمنية المتوترة في سيناء والعريش ورفح المصرية، ما أدى الى منع عودة أو خروج المعتمرين من والى السعودية. من ناحيتها دعت الحكومة المقالة الجانب المصري إلى ضرورة إعادة فتح معبر رفح الحدودي، بالسرعة الممكنة، للتخفيف من شدة الأزمة التي نتجت عن عملية إغلاق المعبر المذكور. وأكد الناطق باسم الحكومة المقالة م. إيهاب الغصين في تصريحات صحفية  الأحد أن "معبر رفح يجب أن يخرج من دائرة التجاذبات السياسية التي تعيشها الشقيقة مصر". وأعرب عن تفهم الحكومة للأوضاع الأمنية المصرية، قائلا: "لا يعني ذلك إغلاق المعبر وتعطيل مصالح المواطنين والمسافرين"، لافتا أن ذلك يساهم في مضاعفة الحصار على قطاع غزة. وبين الغصين أن هناك العشرات من المواطنين الفلسطينيين عالقين في الخارج ولا يسمح لهم بالوصول إلى معبر رفح، مما يفاقم الأزمة الإنسانية لهؤلاء المواطنين، مشيرا إلى أن فتح معبر رفح لا يؤثر على الأوضاع الأمنية في مصر مطلقا، معربا عن أمله في أن تتجاوز مصر أزمتها الداخلية بأسرع وقت ممكن.