شهدت الندوة الأولى لـ "لأزهر الشريف" في الجامع الأزهر إقبالاً جماهيريًا كبيرًا من مختلف الجنسيات، وعلا صوت الحضور بالهتاف "الله أكبر يحيا الأزهر"، وشدد السادة العلماء على نهي النبي، صلى الله عليه وسلم، عن القتل للاختلاف في المعتقد أو الفكر، مؤكدين أن الأزهر ينطلق في مواقفه الوطنية بعيدًا عن أي انتماءات حزبية أو سياسية، والأزهر فوق أي تصنيف حزبي أو سياسي أو جماعة، حاملاً رسالة الوسطية، وهو ملك للأمة والمسلمين جميعًا في ضوء سماحة الإسلام، يجمع ولا يفرق، ويعمل على جمع الشمل واحتواء كافة أبناء الأمة الإسلامية والعربية، مبلغًا رسالة الإسلام وفق منهجه السمح، وولاء علماءه لله ولرسوله. وقال الدكتور محمد مختار جمعة، عضو الدعوة والإعلام الديني بالمكتب الفني لـ"شيخ الأزهر"، وعميد كلية الدراسات الإسلامية في جامعة "الأزهر" فرع القاهرة، خلال أولى الندوات الشهرية لعلماء الأزهر، بعنوان (رسالة الأزهر ومنهجه في تناول القضايا الشرعية والفكرية والوطنية) والتي سينظمها الأزهر في أنحاء الجمهورية كافة، الأربعاء الأخير من كل شهر، ستكون بشأن البلاغ المبين لتعاليم الإسلام وحماية لواء الوسطية، وبيان كونه رحمة للعالمين، وترسيخًا للقيم و مبادئ الأخلاق المحمدية التي جعلها النبي، هدفًا راسخًا لقوله، صلى الله عليه وسلم، (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق).  وأضاف في كلمته، إننا نعمل على أخذ يد الناس نحو الأخلاق دون إفراط ولا تفريط، وأن الفقه كما قال العلماء هو التيسير بدليل أن أحدًا من أهل العلم قديمًا أو حديثًا قال بأن الفقه هو التشدد، فما خير النبي بين أمرين إلا و اختار أيسرهما . وأكد مختار جمعة أن الشريعة الإسلامية قائمة في الأصل على التيسير ورفع الحرج، وعندما تتحدث عن سماحة الإسلام فنذكر نبذ العنف والتشدد والتسيب، مشيرًا أنه إذا أردنا القضاء على التشدد من جذوره يجب أيضًا القضاء على التسيب من جذوره، وهذا هو منهج الوسطية، فمنهجنا قائم على التيسير والبعد عن التشدد، مضيفاً أن رسالتنا البلاغ المبين الواضح وحمل رسالة الإسلام الواضحة في كافة الجوانب الفكرية و الوطنية دون إقصاء أو اتهامات دون ليل، فمنهجنا الاستيعاب لا الإقصاء و الحوار وليس الصدام. و أضاف عميد كلية الدراسات الإسلامية، أن منهجنا ينطلق من منهج الإسلام في الاحتواء وفقه التعايش، وشدد على أن النبي نهي عن القتل للاختلاف في المعتقد أو الفكر. مشيرًا أن الأزهر ينطلق في مواقفه الوطنية بعيدًا عن أي انتماءات حزبية أو سياسية فالأزهر فوق أي تصنيف حزبي أو سياسي أو جماعة، فعلماءه ولاؤهم لله ولرسوله و للأزهر الذي يحمل رسالة الوسطية، وهو ملكًا للأمة والمسلمين جميعًا في ضوء سماحة الإسلام، وهو يجمع ولا يفرق ويعمل على جمع الشمل و احتواء كافة أبناء الأمة الإسلامية و العربية مبلغًا رسالة الإسلام وفق منهجه السمح، مؤكدًا أن مثل هذه الندوات والقوافل الدعوية التي تجوب محافظات مصر لم تكن لتر النور إلا برعاية فضيلة  الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر. وقال الدكتور عباس شومان، الأمين العام لـ"هيئة كبار العلماء"، في كلمته، إن الأزهر عاد له دوره وانطلق بفكره الدعوي من خلال علمائه لنشر العلم و تصحيح ما اختلط في أذهان الناس، ليميزون الخبيث من الطيب، ليعلم الناس حالهم و يصححوا مسارهم ليقفوا مع منهج الإسلام و فكره الصحيح. وأضاف شومان أن المصريين أحوج ما يكونوا إلي فكر الأزهر الوسطي الواضح الراسخ الذي لا يتغير ولا يتلوّن، فقد وقف شيوخ الأزهر للجبابرة والغزاة والحكام مدوا أرجلهم ورفضوا مد أياديهم لأنهم يقفون على أرض صلبة واستقر الإيمان في قلوبهم ورسخت علوم الإسلام فيها فلا يرون إلا الحق. وتابع الأمين العام لهيئة كبار العلماء، أن من يعجبه منهج الأزهر فليتمسك به، ومن لم يعجبه فليبحث عن غيره ويتحمل تبعة ذلك، والعالم بأسره يقر بهذه الحقيقة أكثر من أهل بلد الأزهر، مشددًا أن الأزهر منهجه ثابت وواضح ولن يحيد عنه. و أكد أن الأزهر يدرس لطلابه 8 مذاهب، أربعة منهم ليست من مذاهب أهل السنة لنستفيد بما فيها، على الرغم من عدم رضائنا عن عقيدة أصحابها، موضحًا أن، الأزهر يفصل بين الانطباع الشخصي وبين الاستفادة ممن لا يرضي عنه، وأننا في الأزهر إذا أردنا البحث عن قضية فقهية نذهب إلي كافة المذاهب ومنها الشيعة والإباضية، فإذا وجدنا الحق في أي مذهب فهو ضالتنا، فمنهجنا السعي إلي جمع الأمة واحتوائها وعدم التشرذم و التطرف.  وقال الدكتور أسامة السيد الأزهري ، الأستاذ في جامعة الأزهر ومدير مكتب رسالة الأزهر، إن علماء الأزهر جاءوا إلي الجامع الأزهر لإعطاء الطمأنينة و السكينة لأبناء الأمة من خلال منهج الأزهر، وقال إن منهج الأزهر يقوم على صيانة الأوطان، ونشر العمران، وإكرام الإنسان، وتلاوة القرآن، ومحبة الرحمن، وهو المحقق لمقاصد الشرعية، فما أريقت من وراء منهج الأزهر نقطة دم واحدة ولم تزهق نفس على مدار ألف عام.