اعلن البيت الابيض الثلاثاء ان الرئيس الاميركي باراك اوباما ونظيره الافغاني حميد كرزاي يدعمان اجراء محادثات مع حركة طالبان في قطر، مما يجدد الامل باطلاق عملية سلام. وياتي الاعلان رغم الهجوم الجريء الذي نفذته طالبان ضد القصر الرئاسي في وسط كابول الثلاثاء وقتل فيه ثلاثة حراس والمهاجمون الخمسة. وفي اتصال عبر الدائرة المغلقة، اتفق الرئيسان على ان "عملية سلام ومصالحة تقودها افغانستان هي الوسيلة الافضل لوضع حد لاعمال العنف وضمان احلال استقرار دائم في افغانستان وفي المنطقة"، بحسب البيت الابيض. وجدد الرئيسان دعمهما "لفتح مكتب في الدوحة من اجل اجراء محادثات بين المجلس الاعلى للسلام وممثلين رسميين من طالبان". يشار الى ان المجلس الاعلى للسلام هو مؤسسة انشأها كرزاي لضم حركة طالبان الى عملية السلام في افغانستان. ويبدو ان اوباما تمكن من اقناع كرزاي بتجديد جهود السلام وذلك بعد معارضته الشديدة للطريقة التي افتتحت بها طالبان المكتب في الدوحة على انه مقر لحكومة في المنفى. وكان الموفد الاميركي من اجل افغانستان وباكستان جيمس دوبينز اجرى محادثات الاثنين في كابول مع حميد كرزاي حول مفاوضات السلام مع طالبان. وقال دوبينز الاثنين ان واشنطن "غضبت" للطريقة التي افتتحت بها حركة طالبان مكتبها في قطر والذي يهدف الى ان يكون الخطوة الاولى باتجاه التوصل الى اتفاق سلام في افغانستان. وكانت الحركة رفعت راية بيضاء كتب عليها "امارة افغانستان الاسلامية" وهو الاسم الذي اطلقته الحركة على افغانستان اثناء حكمها لها في الفترة من 1996 حتى 2001. وادى العلم والاسم الى اعاقة المرحلة الاولى من جهود التوصل الى اتفاق سلام مع استعداد واشنطن لسحب قواتها من البلد المضطرب بعد 12 عاما من الاطاحة بطالبان اثر هجمات 11 ايلول/سبتمبر. واصرت الحكومة الافغانية على ان مكتب طالبان في قطر يجب ان يستخدم فقط لاغراض المفاوضات المباشرة مع مفاوضين يعينهم كرزاي. وقد جددت كابول تاكيدها الالتزام بعملية السلام. وقد ازيلت الراية واللافتة من مقر المكتب. وكان دوبينز وصل الثلاثاء الى اسلام اباد لاجراء محادثات مع رئيس الوزراء نواز شريف وغيره من كبار المسؤولين على امل اطلاق محادثات مع طالبان التي تنشر قواعد خلفية لها في باكستان. واعلن مكتب شريف انه ابلغ دوبينز بان "باكستان لها مصلحة كبرى في عودة السلام والاستقرار الى افغانستان". ويقول خبراء ان باكستان ادت دورا اساسيا في اقناع طالبان باجراء مفاوضات سلام مع واشنطن والحكومة الافغانية. وتعتقد بعض العواصم الغربية ان اسلام اباد قادرة على ان تضطلع بدور مهم في المساعدة على اقناع طالبان بالجلوس الى طاولة المفاوضات لانها كانت احدى الدول الثلاث الوحيدة التي اعترفت بنظامها في كابول بين عامي 1996 و2001. واضاف البيت الابيض ان اوباما رحب بتولي قوات الامن الافغانية قيادة العمليات في مختلف انحاء البلاد في 18 حزيران/يونيو. وتابع ان الرئيسين تباحثا في اتفاق امني ثنائي لكنه لم يحدد موعدا لاستئناف المحادثات بينهما. ومن المقرر ان ينسحب قرابة مئة الف جندي قتالي اجنبي 68 الفا منهم اميركيون من افغانستان بحلول نهاية 2014. من جهة اخرى، اضاف بيان البيت الابيض ان الرئيسين بحثا مسألة الانتخابات في 2014 و"جددا التأكيد على ان انتخابات حرة وعادلة وذات صدقية ستكون مهمة من اجل مستقبل البلاد".