انتفض الآف الفلسطينيين الخميس في مدينة بئر السبع والنقب رفضا لما يسمى بمخطط "برافر" الذي يهدف إلى الاستيلاء على آلاف الدونمات وتهجير عشرات القرى في النقب. وشهدت منطقة المكاتب الحكومية في وسط بئر السبع مشاركة واسعة من المتظاهرين في حين رفع عدد منهم الأعلام الفلسطينية منددين بسياسة " اسرائيل" التهجيرية والاستيطانية. ومن الشعارات والأصوات التي ارتفعت خلال ألإحتجاجات "الشعب يريد إسقاط مخطط برافر"، و"لتتوقف خطة برافر بيغن"، و"نعم للاعتراف ولا للاقتلاع". وحذر الدكتور ثابت أبو رأس مدير مركز حقوق فلسطين في الأراضي المحتلة عام 48، من نكبة جديدة تتهدد عرب النقب، بعد أن صادقت الحكومة الإسرائيلية على ما يسمى خطة "برافر" التي تتضمن ترحيل 45 ألفًا على الأقل من العرب البدو من القرى غير المعترف بها. وأضاف أبو راس أن "خطة برافر تتحدث عن تعويض عرب النقب بنسبة 50% من الأرض. لكن الحسابات والاحصاءات المتسربة أظهرت أن نسبة التعويض بعيدة جدا عن الرقم المذكور، وتبين أنها تتراوح مابين  16% و 17% من ادعاءات الملكية التي يطالب بها عرب النقب في هذه الأثناء عززت الشرطة الاسرائيلية قواتها لمواجهة المظاهرة، وحاول عناصر الشرطة منع المتظاهرين من إغلاق المكاتب واحتجوا على رفع الأعلام الفلسطينية في المجمع الحكومي، ووقعت بعض المشادات تدخلت بعض الشخصيات لحصرها. وشارك في المظاهرة الحاشدة أعضاء كنيست عرب من بينهم جمال زحالقة وأحمد الطيبي وابراهيم صرصور وطلب أبو عرار، ورئيسا الحركة الاسلامية بفرعيها الشمالي والجنوبي الشيخ رائد صلاح والشيخ حماد أبو دعابس وغالبية رؤساء البلديات والمجالس المحلية في النقب. وفي النقب شهدت البلدات والقرى العربية حالة من الغليان والإضراب،والمظاهرات العامة وذلك تنديدا بخطة الحكومة الإسرائيلية والتي ستؤدي الى ترحيل 70 الف مواطن عربي قسرا عن اراضيهم وقراهم. ودعت إلى الإضراب العام "لجنة التنسيق العليا للمواطنين العرب في النقب"، التي تشارك فيها كل القوى والأحزاب العربية الفاعلة في إسرائيل، للاحتجاج على ما يعرف ب"مخطط برافر". وذكرت وسائل إعلام عربية محلية، أن "التوتر تصاعد خلال التظاهرة في بئر السبع، بعد دخول فتاتين إلى مبنى المحكمة تحملان العلم الفلسطيني، وعلى أثر محاولة الشرطة اعتقالهما". وهتف المتظاهرون، وبينهم أعضاء كنيست عرب وقادة حركات إسلامية بينهم الشيخ رائد صلاح، بشعارات ضد المخطط والحكومة الإسرائيلية، وصرخوا بأن "الشعب يريد إسقاط المخطط" و"النقب لأصحابه وليس لبيبي (نتنياهو) وكلابه". ويقضي "مخطط برافر" بترحيل المواطنين العرب البدو في القرى غير المعترف بها، وعددهم نحو 70 ألفاً، عن قراهم وأراضيهم، البالغة مساحتها نحو 700 ألف دونم، وتجميعهم في بلدات عربية قائمة أو في عدد قليل من البلدات. وتسعى السلطات الإسرائيلية، إلى مصادرة الأراضي التي يوجد فيها نحو 40 قرية عربية، لم تعترف بها السلطات رغم أنها موجودة قبل تأسيس إسرائيل، ولا تقدم لها أي نوع من الخدمات وتفتقر للبنى التحتية، مثل خطوط الماء والكهرباء. وفي موازاة "مخطط برافر" أقرت حكومة نتانياهو مخططاً لإقامة 10 بلدات يهودية، ومزارع خاصة تمنح لمواطنين يهود في الأراضي، التي تعتزم مصادرتها من العرب. دوبلوماسيا التقى النائب طلب ابو عرار، برفقة عناد الاعسم رئيس القائمة المحلية الموحدة في تل السبع، الخميس السفير وليد عبيدات السفير الأردني في "تل أبيب"، ومن ثم التقى مصطفى القوني، القائم بأعمال السفير المصري في تل أبيب. وقدم النائب أبو عرار للبعثتين الدوبلوماستين شرحا وافيا عن المخططات الظالمة ضد الوسط العربي، وخاصة مخطط برافر. التهجيري، وقد بين ابو عرار مخاطر هذا المخطط وتبعاته، كما تحدث عن أهمية المساهمة في رفع قضايا عرب الداخل عربيا وعالميا، وتداول في الاجتماعين الأوضاع في الداخل الفلسطيني، وأهمية التواصل الثقافي مع الدول العربية، وخاصة مع الأردن، ومصر، وقضية فتح باب الجامعات العربية في مصر على غرار الأردن.