قال د. عبدالله إيدوغان قالاباليق مدير "ستا " التركي  للدراسات والأبحاث في القاهرة، إن المظاهرات التى انطلقت مؤخراً إنما عكست حجم الديمقراطية الممارسة فى الداخل التركي، وعلى الرغم انها اتسمت فى بداية انطلاقتها بالسلمية إلا أن هناك من حاول توظيفها لاعتبارات أيديولوجية للنيل من مسيرة حزب "العدالة والتنمية"، الذى حقق للشعب التركى مالم يحققه غيره فضلاً عن محاولة البعض تصفية الحسابات السياسية بين المعارضة والحزب الحاكم. وأعرب أيدوغان عن دهشته فى ردة الفعل، التى جاءت مغالية من قبل بعض المعارضين من الأحزاب العلمانية اتجاه موقف الحكومة الراغب فى إعادة رسم ميدان "تقسيم" بصورة أفضل مما كانت عليه مع ربطه بتراث تركيا وموروثها الحضارى العريق الضارب فى القدم.. مشيرا إلى أن الميدان كان مقراً قديماً للثكنات العسكرية "العثمانية"، فهو جزء لايتجزأ من ذاكرة التاريخ التركي القديم. وأشار مدير ستا للدراسات والأبحاث في القاهرة إلى أن هناك انقساماَ كبيرا داخل المعارضة التركية إزاء الأحداث، ففى الوقت الذى يدفع حزب "الشعب الجمهورى" إلى مزيد من الاحتجاجات والاضطرابات التى من شأنها تعرقل مسيرة الإصلاحات القائمة فى المدينة يدعو حزب "الحركة القومية" أنصاره إلى ضبط النفس, وتقديم مصلحة البلاد على المصالح الخاصة رافضا دعوات العصيان المدنى والدفع بمزيد من المظاهرات فى المدن التركية، وهو مايعكس عدم إجماع المعارضة على فكرة واحدة وتلاقيهم فى الممارسات السياسية مابين المعتدل والأكثر غلواَ. وأوضح أيدوغان أن الممارسات الأمنية والتدخل القمعي بالشكل الذى شاهدناه في وسائل الإعلام التركية وغيرها أنكره ورفضه رئيس الوزراء، رجب طيب أردوغان، لما كان له واقع الأثر فى ردة الفعل الشعبية جراء هذه الممارسات، التى كان من المفترض تجنبها وعدم الوقوع فيها. وأنكر أيدوغان تناول عدد من وسائل الإعلام بشقيها المرئي والمكتوب الحدث على أنه انتفاضة أو ثورة جديدة أو "ربيع تركي" كما يقال مشدداً فى الوقت ذاته على أن "الربيع التركي" بدأ منذ تولى رئيس الوزراء الحالي، رجب طيب أردوغان، السلطة بعد نجاح حزب العدالة والتنمية عام 2002م.