يلتئم مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية اعتبارا من الاثنين لبحث الملف النووي الايراني فيما لا تزال طهران تتحدى المجتمع الدولي من خلال توسيع انشطتها لتخصيب اليورانيوم. وقد اشارت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تقريرها الاخير الى تسريع اقامة اجهزة طرد مركزي اكثر حداثة في موقع لتخصيب اليورانيوم في نطنز بوسط ايران. ومع ان هذه التجهيزات لم تصبح عملانية الى الان وستكون مخصصة بحسب ايران لانتاج يورانيوم منخفض التخصيب لاهداف سلمية، فان هذه المعلومة غذت مخاوف الغربيين. ونددت واشنطن ب"مرحلة مؤسفة" فيما دعت باريس الى رد يسمح "بتشديد الضغط الدبلوماسي" على هذا البلد. لكن مصادر دبلوماسية عدة لا تتوقع عمليا ان تعمد وفود الدول ال35 الاعضاء في المجلس -- التي ستعقد اجتماعا مغلقا -- الى اصدار قرار يندد بايران، لانه سيكون خيارا غير مناسب في هذا الظرف فيما البلاد في اوج حملة الانتخابات الرئاسية والمفاوض الايراني مع القوى العظمى سعيد جليلي يشكل جزءا من المرشحين . فبعد اكثر من عشر سنوات من التحقيق حول ايران ونحو اثني عشر قرارا تؤكد الوكالة الدولية للطاقة الذرية ان ليس بوسعها ان تحدد بشكل مؤكد ما اذا كان برنامجها النووي سلمي محض، او ما اذا كان يخفي شقا عسكريا، وذلك بسبب عدم تعاون طهران بشكل كاف. وتتهم الجمهورية الاسلامية من جهتها الوكالة الدولية بخدمة المصالح الغربية وخصوصا الاميركية وبصب جهودها عليها لاسباب سياسية. وتواجه طهران عدة قرارات صادرة عن مجلس الامن الدولي بسبب برنامجها النووي بعضها مرفق بعقوبات خصوصا في ما يتعلق بتخصيب اليورانيوم. وتطالب بصفتها موقعة على معاهدة حظر انتشار السلاح النووي بحق التخصيب لغايات مدنية، حتى 5% لانتاج الكهرباء وحتى 20% للابحاث الطبية. لكن الغربيين واسرائيل يخشون من ان تسعى الى رفع نسبة التخصيب الى مستوى يسمح لها (90%) بصنع القنبلة الذرية، الامر الذي تنفيه ايران بقوة. وبحسب تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية فان طهران انتجت في الاجمال 324 كلغ من اليورانيوم المخصب بنسبة 20%، اي بكمية اكبر بكثير من ال240 كلغ التي تعتبر ضرورية لصنع قنبلة لتكون بذلك ايضا ضمن "الخط الاحمر" الذي حددته الدولة العبرية قبل القيام بتدخل عسكري محتمل. لكن البلاد حولت قسما منه، نحو 40%، لاعداد وقود لمفاعلها الخاص بالابحاث بحسب قولها. وقال شانون كيل من المعهد الدولي للابحاث حول السلام في ستوكهولم لوكالة فرانس بس "ان هذا التحويل لليورانيوم المخصب بنسبة 20% يشكل شعاع ضوء لكن يبقى الكثير من الغيوم السوداء". واشار بشكل خاص الى التقدم الذي حققته السلطات في بناء مفاعل للابحاث يعمل بالمياه الثقيلة في اراك والذي قد يتيح لها ببرأي الغربيين انتاج البلوتونيوم الذي يمكن استخدامه لمآرب عسكرية. وعبرت الوكالة ايضا في تقرير اخير عن اسفها لغياب اي تقدم بشأن اتفاق يفترض ان يسمح بالوصول بشكل اكبر الى مواقع وافراد او وثائق لمساعدتها على التحقق مما اذا كانت ايران سعت ام لا الى صنع السلاح النووي قبل العام 2003، او حتى بعد ذلك. وتطالب منذ سنة لكن بدون جدوى بالوصول الى موقع بارشين العسكري القريب من طهران للاشتباه بان ايران قامت بتجارب تفجير تقليدية تطبق في المجال النووي. وفي منتصف ايار/مايو افضى الاجتماع العاشر بين الجانبين مجددا الى الفشل، فيما لم يحدد اي موعد للقاء جديد.