وسط إجراءات أمنية مشددة ، عقد مؤتمر الوحدة الوطنية بمجمع الخلفاء الراشدين بمدينة الخصوص - التي شهدت أحداثا مؤسفة بين عدد من المسلمين والمسيحيين وراح ضحيتها 6 اشخاص من الطرفين - بحضور مستشار رئيس الجمهورية عماد عبد الغفور ومحافظ القليوبية عادل زايد ومدير الأمن محمود يسري ، وممثل الكنيسة ألقس سرويان يونان ، وممثل الأوقاف محمد محمود وممثل الأزهر حمودة محمد. وشهد محيط المؤتمر تفتيشات أمنية وتأمينات مشددة داخل المؤتمر ، بينما تجمع المئات داخل المجمع رافعين أعلام مصر ، ولافتات تدعو للقضاء على الفتنة الطائفية.وفي بداية المؤتمر ، وقف الحضور دقيقة حدادا على أرواح الضحايا ، ثم تليت بعض آيات القرآن الكريم ، وسط هتافات منددة بأحداث العنف الأخيرة ومنها " مسلم ومسيحي يد واحدة " " تحيا الوحدة الوطنية" " يحيا الهلال مع الصليب" وانتشرت عدة لافتات تهنئ اهالي خصوص بنجاح الصلح بين الطرفين وعودة الحياة للمدينة. ودعا عماد عبد الغفور ، مستشار رئيس الجمهورية في كلمة ألقاها إلى الحفاظ على الوطن ..فيما طالب الأنبا سرويال يونان راعي كنيسة مرجرجس مؤسسة الرئاسة بالاهتمام بملف "الفتنة الطائفية " وظروفها، مشيرا إلى أن هناك بعض من أسماهم المغرضين الذين يحاولون حجب الحقيقة وإشعال الفتنة بين أركان الوطن. وأضاف أن التدخل السريع من جانب شيخ الأزهر والبابا تواضروس لحل الأزمة كان الطريق لبداية الصلح بين الطرفين ليعيد لمصر النسيج الواحد ..فيما أكد ممثل الاوقاف محمد محمود أن الفتنة الطائفية ليس لها وجود على أرض مصر ، فالمسلم والمسيحي يعيشون جيرانا منذ آلاف السنين وهم شركاء في العمل والتجارة وأن الكنيسة دائما تصاحب المسجد ..مشيرا إلى الحاجة لإعادة إحياء ثقافة التعايش بين جناحي الأمة. وطالب وسائل الاعلام بعدم استغلال الفرصة وإثارة ما يسمى بالفتنة ، وتوخي الحذر في التعامل مع هذه القضايا الحساسة ..مضيفا أن وزارة الأوقاف أمرت أئمة المساجد خلال الفترة القادمة بحث الجميع على العمل وتركيز على الانتاج .ومن جانبه ، نوه الشيخ حموده محمد ممثل الأزهر الشريف بالدور الذي يقوم به علماء الأزهر الشريف ورجال الدين المسيحي في نشر الوعي الديني السليم ، وتعميق جذور ثقافة التسامح فى المجتمع ، وترشيد الخطاب الديني ، وكذلك التركيز على القيم العليا في الإسلام والمسيحية وتفعيلها في خطب المساجد ووعظ الكنائس، درءا لأسباب الاحتقان وتجسيدا لوحدة الوطن . وأكد على حرمة إراقة الدماء وحماية النسيج الوطني الواحد من الفتن الطائفية ، ونبذ كل من يهدد سلامة الوطن والتأكيد على أهمية الخطاب الديني الواضح والوسطي لتحقيق هذا الغرض ، مشيرا إلى أن احداث الفتنه غريبة على المجتمع المصري ، وان المسلمين والاقباط نسيج واحد علي مر العصور ولابد من مواجهة مثل هذه الاحداث بالحسم والحزم ومواجهة العناصر المخربة التي تحاول إثارة الفتنة وزعزعة استقرار الوطن. ومن جهته ، نفى اللواء محمود يسري مدير أمن القليوبية وجود تقصير من جانب الأمن في مواجهة الأحداث ، مشيرا إلى أن أجهزة الأمن تواجدت منذ اللحظة الأولى للأحداث ، واستعانت بعدد من التشكيلات الأمنية حيث تم فرض طوق أمني على الكنائس الموجودة بالقرية لمواجهة الاشتباكات ، ولولا ذلك لارتفعت الخسائر . وأضاف أن الشرطة لن تهدا لها بال حتى يتم إلقاء القبض على الجناة الحقييقين الذين أثاروا الفزع ، مؤكدا أنه لاأحد فوق القانون ، وأن أجهزة الامن تراقب الموقف عن قرب ، موضحا أن كافة الأسر المسيحية والمسلمة بالخصوص يعيشان مع بعضهما البعض منذ سنوات طويلة دون أى أزمات . وناشد الجميع عدم ترويج الاشاعات واللعب على وتر الفتنة الطائفية .وأكد الدكتور عادل زايد محافظ القليوبية ان هناك من يحاول النيل من هذه الأمة باللعب على وتر إثارة الفتنة الطائفية ، موضحا ان بداية الأحداث في الخصوص لم تكن طائفية على الإطلاق .ودعا كافة الأطراف إلى الاستجابة لصوت العقل والقانون ، حيث إنه لافرق بين مسلم ومسيحى فجميعنا نسيج واحد مصريين ..مشيرا إلى أن المحافظة بصدد تقديم كافة المساعدات لأسر الضحايا من الطرفين بعد الانتهاء من تحقيقات النيابة العامة وضبط الجناة والمحرضين في الأحداث