أكد الدكتورعصام الحداد مساعد رئيس الجمهورية للعلاقات الخارجية والتعاون الدولي حرص مصر على بناء مؤسساتها الديمقراطية وتحقيق أهداف الثورة ودعم الحوار الوطني دون مشروطية أو سقف, بما يسهم في صياغة مستقبل مصر الثورة ويحقق أهدافها. جاء ذلك في الكلمة الرئيسية التي ألقاها الحداد في الجلسة المخصصة لثورات الربيع العربي بالندوة التي نظمتها اللجنة الثلاثية في مقر البرلمان الألماني (البوندستاج) ببرلين اليوم السبت. واستهل الحداد كلمته بالإعراب عن تقديره لاختيار اللجنة له متحدثا "رئيسيا" لاستعراض مسيرة التحول الديمقراطى فى العالم العربى بصفة عامة، وفى مصر بصفة خاصة وما تم تحقيقه خلال العامين الماضيين وأهداف المرحلة الحالية والتحديات التى واجهت وتواجه ثورة 25 يناير ومسيرة التحول الديمقراطى. وأوضح أنه كان من الضرورى ضبط العلاقة المدنية-العسكرية بما يتوافق مع النموذج الديمقراطي المدني، ومن ثم، صياغة علاقة قائمة على الاحترام بين الحكم المدني المنتخب والمؤسسة العسكرية التي اتسم أداؤها بالانضباط والمهنية والوعي، سواء في مرحلة ما بعد الثورة مباشرة أو في إتاحة الفرصة للحكم المدني أو في الإشراف على عدة استحقاقات انتخابية بشكل إيجابي شهد له المجتمع الدولى. وأضاف: تمثل التحدي الثاني فى مواجهة الفساد الذي كان سائدا "خلال العهود السابقة، وما صاحبه من خروقات جسيمة لحقوق الإنسان امتد أثرها السلبى على مؤسسات الدولة المختلفة وأداؤها خلال المرحلة الانتقالية، وبحيث أصبح بناء المؤسسات الديمقراطية إحدى أكثر المهام إلحاحا" في هذه المرحلة لترسيخ مبدأ الحكم الرشيد. وتابع: التحدي الثالث الذي تواجهه الثورة يتجسد في أعدائها والقوى المضادة المتمثلة في النظام السابق وبعض الأطراف التي تسعى لعدم تحقيق مصر لهدفها الديمقراطي وعدم وصول الثورة لمبتغاها, وتستغل هذه القوى بعض وسائل الإعلام للنيل من الثورة وأهدافها. وأكد الحداد أنه على الرغم من هذه التحديات، فإن مصر بكافة أطيافها حريصة على تحقيق أهداف الثورة, وتطرق لما تم انجازه رغم صعوبة المرحلة الانتقالية، مشيرا "إلى إجراء أول انتخابات رئاسية ديمقراطية فى تاريخ مصر جاءت أول رئيس مدني، فضلا" عن إجراء انتخابات مجلسي الشعب والشورى وعقد استفتاءين وصياغة دستور حرص على تأكيد الحريات والحقوق وإعلاء مبدأ المواطنة. كما استعرض آفاق المرحلة القادمة لتحقيق الاستقرار الاقتصادي وإيجاد حلول للمشكلات التي تواجه الشباب ومعالجة عجز الموازنة والبطالة والتوصل لاتفاق مع صندوق النقد الدولي واستعادة مؤشرات السياحة والاستثمار لمعدلاتها الطبيعية. مؤكدا أن الاستثمار في مصر هو استثمار في المستقبل، وقام الحداد بالرد على استفسارات الحضور وشواغلهم بشأن حقوق الإنسان في مصر وخاصة أوضاع المرأة والأقباط، مشيرا إلى ما نصت عليه المادة الثالثة من احترام شرائع اليهود والمسيحيين المصريين في تنظيم أحوالهم الشخصية وانتخاب قياداتهم الدينية. وحول موقف مصر إزاء القضايا الدولية والإقليمية، أعاد الحداد التأكيد على احترام مصر لتعهداتها الإقليمية والدولية ومراعاة حسن الجوار، مبرزا استمرارها فى الاضطلاع بدورها البناء لتحقيق الاستقرار والأمن في المنطقة ودعم مساعي التوصل لحل الدولتين بإقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة. كما أكد مساندة مصر للجهود الدولية ودعم المبادرات التي من شأنها مساعدة الشعب السوري لنيل حريته، ودعا الأطراف الدولية لتحمل مسئولياتها حقنا لدماء الشعب السوري، بما في ذلك دعم المعارضة للوصول إلى تسوية سلمية للصراع، وتكاتف الجهود لصياغة حل يفضى إلى تحقيق الديمقراطية والسلام والمحافظة على الوحدة الإقليمية للدولة السورية. يشار إلى أن اللجنة الثلاثية التي نظمت الندوة بالبرلمان الألماني هي مجموعة نقاش غير حكومية وغير حزبية تأسست في عام 1973 لتعزيز التعاون بين أمريكا الشمالية واليابان وأوروبا، فضلا عن تبادل وجهات النظر إزاء مختلف القضايا الإقليمية والدولية. ويشارك في فعاليات اللجنة العديد من الباحثين الدوليين والساسة والأكاديميين.