قال الكاتب الأسبانى ريكاردو جونزاليس بصحيفة الباييس، إن الرئيس محمد مرسى يتبع مبدأ "فرض الأمر الواقع" على الشعب المصرى، وكأنه لا توجد قوى معارضة له، وهذا ما يعزز من شعور الشعب المصرى بأنه "ديكتاتورا آخر".وأشار الكاتب إلى أن مرسى الذى كان يتبع جماعة الإخوان المسلمين يعرف جيدا أن غالبية الشعب المصرى الآن يرغب فى الاستقرار بعد أن تمالكه شعور بالملل، مما يحدث على مدى عامين منذ ثورة يناير المصرية، ولذلك بحسب الكاتب فهو بدأ بهذه "اللعبة" واستغل هذه النقطة ليفرض الدستور الذى رغب فيه لتحقيق مساعيه من الهيمنة على البلاد، وترك المعارضة يتحدثون كثيرا، ولكنه فعل ما يريد من فرض الأمر الواقع، ولكن بشكل ديمقراطى من خلال الاستفتاء على مشروع الدستور. ولفت الكاتب، إلى أن الموافقة على الدستور المدعوم من الإسلاميين سيدفع القوى السياسية لمعركة جديدة تدور حول مستقبل البلاد، مضيفا، أن الإسلاميين أثبتوا بجميع الطرق أنهم لا يدركوا معنى الديمقراطية التى كان يطمح فى تحقيقها الشعب المصرى.وأضاف، أن قلة نسبة الإقبال على التصويت أمس الأحد، عكس مدى تأكد المصريين من عزم وإصرار مرسى وجماعة الإخوان المسلمين لتنفيذ ما خططوا إليه من وضع الدستور الذى يرغبون به وذلك بعد أن حسمت المرحلة الأولى أن النتيجة ستكون بـ"نعم" للدستور، ولذلك فقد انتاب الشعب المصرى الذى يعارض فرض دستور إسلامى، وكان يرغب فى دستور ديمقراطى بـ"الإحباط".وقال الكاتب: إنه على الرغم من أن غالبية الشعب المصرى لجأ إلى التصويت بنعم للدستور للشعور بالاستقرار، إلا أن هذا لن يحدث حيث إنه من المتوقع أن تعود المعارضة مرة أخرى للشارع‏، مما سيتيح الفرصة لوقوع اشتباكات دامية مرة أخرى بين المؤيدين لنتيجة الاستفتاء وبين المعارضين لها. وأشارت الصحيفة، إلى أن الدعوة لأى مليونية جديدة ستدخل مصر فى نفق من الفوضى، مشيرة إلى أن المصريين قد فقدوا كما تشير النتائج الثقة فى الإخوان، فإن هذا ليس بسبب أن النظام إسلامى، ولكن لأن سياسة مرسى الاقتصادية عمقت مفهوم الليبرالية الجديدة الذى جلب مزيدا من البؤس خلال فترة مبارك، وكانت سببا رئيسيا فى اندلاع الثورة ضده، مضيفة، أن هذا الطابع الاقتصادى جزء من الدستور المقترح الذى سيطرت عليه الأغلبية الإسلامية بعد انسحاب المسيحيين والليبراليين والمرأة، والذى ربما سيقضى على آمال الشعب المصرى بأن الدستور الجديد سيعيد الهدوء والاستقرار إلى البلاد.