رأى النائب البطريركي اللاتيني العام في الأردن، مارون لحام، اليوم السبت أن المصالحة هي مستقبل الأردن ومستقبل بلاد الشرق الأوسط والبلاد العربية، معتبراً أنها الحلّ الوحيد لأزماته، وفي مقدّمتها القضية الفلسطينية. وقال لحام في رسالة وجهها بمناسبة عيد الميلاد إن "السلام يُكتب على الأوراق والمعاهدات، بينما المصالحة تتم في القلوب". وأضاف "مهما كان تطوّر الأوضاع في الأردن، أو هذا البلد أو ذاك من البلاد العربية، فالطريق الوحيد هو المصالحة". وأعتبر لحام وهو من مسيحيي عرب 1948 من قرية الرامة في الجليل الأعلى، أن المصالحة "ضرورية لتضميد الجراح وتجاوز العداوات والأحقاد وبناء جسور الثقة والحوار، بعد مرحلة سادتها الفوضى والظلم والقتل والتدمير". وأشار إلى أن "المصالحة ضرورية لإعادة بناء المدن والبلاد المُدمّرة، ولإعادة بناء البشر والشجر والحجر، ولإحياء التضامن بين أبناء الله جميعًا ودعم المتضرّرين والنازحين والمهجّرين". وأضاف أن "المصالحة هي مستقبل الأردن ومستقبل سوريا الشقيقة ومستقبل بلاد الشرق الأوسط والبلاد العربية عمومًا ومستقبل البشرية، وهي الحلّ الوحيد لأزماته، وفي مقدّمتها القضية الفلسطينية". وقال لحام "لقد عاشت أوروبا حربين عالميتين في القرن الماضي راح ضحيتها عشرات الملايين من الضحايا، لكنها نبذت العنف وتوصّلت إلى المصالحة، في أوروبا على الأقلّ، على مستوى الدول كما على مستوى الشعوب والأفراد، ولهذا ازدهرت". وكان الأردن شهد أخيرا احتجاجات بعد قرار الحكومة رفع أسعار المشتقات النفطية بنسب تراوحت بين 10% و53% لمواجهة عجز موازنة العام الحالي، في بلد يستورد معظم احتياجاته النفطية ويعتمد اقتصاده على المساعدات الخارجية.