أكد وزير الخارجية محمد كامل عمرو مساندة مصر الكاملة للمساعي التي تقوم بها فلسطين بشأن قبولها كعضو مراقب في الأمم المتحدة. وقال عمرو -خلال حفل الاستقبال الذي أقامته السفارة الفلسطينية في أنقرة مساء الجمعة وحضره وزراء خارجية كل من مصر وتركيا وفلسطين - إن إسرائيل أثبتت عدم جديتها في التوصل لاتفاق سلام حقيقي مع الفلسطينيين ينهي عقودا من الصراع القديم . مشيدا بمساندة تركيا بجلاء للقضية الفلسطينية في هذا المنعطف الحاسم من تاريخها الوطني. وقال الوزير محمد عمرو في كلمته "بالرغم من الاحداث المأساوية التي عمت المنطقة مؤخرا، فإن القضية الفلسطينية ظلت رغم ذلك مهيمنة على جميع القضايا الاخرى، ولا تزال القضية المحورية على جدول الاعمال السياسي للعرب والمنطقة الاقليمية". وأضاف "على مدى العشرين عاما الماضية ومنذ بدء مسيرة المفاوضات في مدريد وبعدها أوسلو، وإلى تاريخنا هذا، فإن إسرائيل اثبتت عدم جديتها في التوصل لاتفاق سلام حقيقي مع الفلسطينيين ينهي عقودا من الصراع القديم, اتفاقا يحقق الطموحات المشروعة وآمال الشعب الفلسطيني في إقامة دولة فلسطينية على كامل ترابه الوطني". وقال وزير الخارجية محمد كامل عمرو إن التصلب الإسرائيلي لم يقتصر على مسألة عملية السلام فحسب، بل يشمل الانتهاكات المتواصلة للقانون الدولي والانساني من خلال مصادرة الاراضي ومساعيها المستمرة بهدف تغيير التركيبة الديمغرافية والوضع الخاص بمدينة القدس وبناء المستوطنات ومواصلة الحصار على غزة، وكل هذا خلق واقعا جديدا على الارض من شأنه تقليص فرص إقامة دولة فلسطينية على كامل الاراضي الفلسطينية التي احتلتها إسرائيل في عام 1967. وأضاف: إن مصر أخذت على عاتقها بذل كافة سبل الدعم للقضية الفلسطينية منذ حرب عام 1948 وحتى الان، كما أن مصر واصلت دعم جميع الجهود والمساعي التي تبذلها فلسطين في الامم المتحدة لرفع وضعها بالمنظمة الدولية، وهي العملية التي حازت على الزخم المتزايد على ضوء نجاح السلطة الفلسطينية في حشد كافة طاقتها وجهودها المخلصة لمواصلة خططها في بناء مؤسسات الدولة المعنية، كما يتضح في شهادة المنظمات الدولية المختلفة، مما يساهم في واقع الامر وبقوة في المسعى الفلسطيني للحصول على عضوية غير كاملة بالأمم المتحدة. وأكد الوزير أن مصر ما بعد الثورة , والتي حررت نفسها من أغلال وتناقضات عصر مضى، تأتي في طليعة الدول التي تدافع حاليا عن العدل والحقيقة والحرية والكرامة. وقال وزير الخارجية محمد عمرو في كلمته التي ألقاها باللغة الانجليزية خلال حفل الاستقبال الذي أقامته السفارة الفلسطينية في أنقرة، إنه مرت عقود منذ أن أعرب الشعب الفلسطيني عن رغبته الأكيدة في استعاده حقوقه كاملة وبناء دولته المستقلة على أرضه التي احتلتها إسرائيل منذ عام 1967 تكون القدس الشرقية عاصمة لها..لهذا يحق للفلسطينيين أن يذقوا طعم الحرية والكرامة، وبصرف النظر عن التبريرات التي تقدم، فأنه من المخزي أن يتغاضى العالم الحر عن إنكار إسرائيل المتواصل للحقوق الفلسطينية التي يتطلع إليها على مدى عقود من أجل الحصول على استقلاله وحريته. وأكد الوزير أن مصر قدمت وستواصل تقديم دعمها الكامل للمساعي الفلسطينية الآنفة الذكر من أجل الحصول على عضوية غير كاملة بالامم المتحدة، مشيرا الى أنه يجب على المجتمع الدولي في هذا الاطار تأييد مثل هذه المساعي في الاعتراف بفلسطين عضو غير كامل العضوية في الامم المتحدة لان مثل هذا الدعم من المجتمع الدولي سيمنح الامل للشعب الفلسطيني الذي فقد آماله في أعقاب الجمود الحالي في عملية السلام بالشرق الاوسط لان مثل هذا الدعم سيعزز فرص تحقيق سلام دائم وعادل بالشرق الاوسط. وقال عمرو إن مصر تدعو جميع أعضاء المنظومة الدولية لتقديم كافة دعمهم للفلسطينيين في جهودهم للحصول على حقوقهم الكاملة والمشروعة من أجل الحرية والاستقلال، مؤكدا أن مصر أجرت اتصالات مع جميع البعثات المعتمدة في القاهرة، فضلا عن إجراء اتصالات بجميع السلطات المعنية من خلال بعثاتها في الخارج لتقديم الدعم للمساعي الفلسطينية في هذا الاطار. كما أكد وزير الخارجية أن استمرار هذا الوضع غير مقبول، وفي هذا السياق تدعو مصر جميع القوى في المجتمع الدولي لصياغة رؤية شاملة وواقعية من شأنها وضع نهاية للاحتلال الاسرائيلي للاراضي الفلسطينية تضمن في نهاية المطاف تحقيق الشعب الفلسطيني لجميع حقوقه المشروعة. وكان وزير الخارجية محمد كامل عمرو قد غادر أنقرة مساء اليوم الجمعة عائدا إلى القاهرة في ختام زيارة رسمية لتركيا, استقبله خلالها الرئيس التركي عبد الله جول. كما أجرى محادثات مكثفة مع نظيره التركي أحمد داود أوغلو حول سبل دعم العلاقات الثنائية بين البلدين والقضايا الاقليمية ذات الاهتمام المشترك. وعقد الوزيران مؤتمرا صحفيا في ختام محادثاتهما, التي شملت الاعداد والتجهيز لزيارة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إلى مصر يوم 16 نوفمبر الجاري ولمدة يومين. كما حضرا مع نظيرهما الفلسطيني رياض المالكي مساء اليوم حفل الاستقبال الذي أقامته السفارة الفلسطينية في أنقرة في إطار الاستعدادات من أجل دعم مساعي فلسطين للحصول على عضوية غير دائمة بالامم المتحدة.