زار وزير الخارجية محمد كامل عمرو بيت الوسط في بيروت الثلاثاء، حيث التقى رئيس كتلة المستقبل النيابية رئيس الوزراء اللبناني الأسبق فؤاد السنيورة. وبحث اللقاء الأوضاع في لبنان، وآخر المستجدات في سوريا والوضع العربي عموما، حيث شرح السنيورة لوزير الخارجية المصري موقف كتلة المستقبل من الأوضاع السائدة في لبنان ورؤيتها لكيفية الخروج من هذه الأزمة، مثمنا التحرك المصري تجاه لبنان والاهتمام الذي تبديه القيادة المصرية نحو ما يحدث فيه، وامتد اللقاء إلى مائدة عشاء على شرف الوفد المصري. حضر اللقاء النائب نهاد المشنوق ومدير مكتب رئيس الوزراء السابق سعد الحريري، السيد نادر الحريري، والمستشار محمد شطح، ومستشار السنيورة للشئون الاقتصادية مازن سويد، كما حضر عن الجانب المصري مساعد وزير الخارجية للشؤون العربية السفير شوقي إسماعيل، وسفير مصر في لبنان أشرف حمدي والوفد المرافق للوزير. وقبل ظهر الأربعاء، يستكمل عمرو لقاءاته حيث من المقرر أن يجتمع مع الرئيس اللبناني ميشال سليمان، ورئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي الذي عاد الليلة إلى بيروت قادما من هنغاريا حيث يقيم مأدبة غداء للوزير المصري والوفد المرافق له، ولا يستبعد أن يلتقي الوزير المصري الأربعاء أيضا رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الذي تحدث معه أمس. وعلم "العرب اليوم" ان هناك ترتيبات خاصة يجري تحضيرها للقاء يعقده الوزير  وقيادة حزب الله على أعلى المستويات بعيدا من الأضواء وهو أمر تحتمه الظروف الأمنية التي تتحكم بجوانب بالغة الخطورة، وأنه لن يغادر لبنان قبل ترتيب اللقاء.  وقالت مصادر اطلعت على جوانب من لقاءآت الوزير المصري إلى "مصر اليوم" إنه كان مستمعا في أكثر الأوقات، مشيرة إلى أنه جاء ليستمع أكثر مما يتكلم، مضيفة أن "مواقف مصر مما يجري في لبنان والمنطقة لم تتبدل بعد وانه يرغب في أن يعم الأمن والاستقرار في لبنان". ونقلت المصادر عن الوزير المصري تأكيده أن بلاده تسعى إلى تكوين فكرة عما يجري على الساحة اللبنانية قبل إطلاق أي تحرك وأن مصر على استعداد لتقديم أي عون يطلبه أي لبناني وخصوصا رئيس الجمهورية الذي يبذل جهودا مضنية والتي يجب أن يسانده اللبنانيون فيها. وقال الوزير المصري "نحن مع تغيير حكومي هادئ يمكن أن يتم في أجواء هادئة وعبر الآلية التي يقترحها رئيس الجمهورية، وهي آلية تنطلق أولا من العودة إلى طاولة الحوار بين اللبنانيين، وخصوصا أن هذه الطاولة قدمت في مراحل خطيرة مخارج وحلول لكثير من الأجواء المتشنجة في البلاد"، مشيرا إلى أنه أمر كان يتابعه منذ أن تولى وزارة الخارجية في بلاده. وقال عمرو "إن الرئيس  محمد مرسي سبق له أن اقترح الكثير من المخارج للنظام السوري الذي لم يرد على أي من مبادراتنا، وخصوصا تلك التي أطلقها الرئيس مرسي في لقاءات على مستوى أصدقاء سوريا وقمة دول عدم الإنحياز في طهران تحديدا. وحذر الوزير المصري من خطورة الانفلات على الحدود اللبنانية – السورية، وطلب القيام بما يمكن من إجراءات ليسود الهدوء على الحدود على اعتبار أن سوريا قادمة على المزيد من المعارك، وهو الأمر الذي يبقي لبنان وساحات دول الجوار معرضة لمخاطر انتقال أو تصدير الفوضى إليها، ولبنان من هذه الدول وهو الخاصرة الضعيفة على هذا المستوى وهو يتلقى من ترددات ما يجري على الساحة السورية ما لا طاقة له على تحمله. وقال الوزير  إن زيارته إلى لبنان قد لا تكون الأخيرة وانه مكلف بمتابعة هذا الملف من بيروت أو من القاهرة على السواء.