ضاحي خلفان

أكد نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي، الفريق ضاحي خلفان تميم أن الأمن القومي لدول مجلس التعاون الخليجي مرتبط بالأمن القومي المصري فكلما اهتز أمن مصر سيتأثر أمن "التعاون الخليجي"، داعيا إلى إنشاء تحالف شامل بين الطرفين، يشمل التنسيق والتعاون الكامل الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والعسكري .

جاء ذلك خلال مداخلة قدمها ضمن مناقشات المنتدى الأول حول مستقبل أمن دول مجلس التعاون الخليجي، الذي نظمه مركز تريندز للبحوث والاستشارات أمس الأربعاء بفندق الريتز كارلتون في أبوظبي بحضور العديد من ممثلي الجهات الحكومية والسفراء والشخصيات البارزة العاملة في مجال السياسة والأمن والجهات الدبلوماسية ومشاركة نخبة من الرواد والخبراء في المجال العسكري والأمني .

أوضح خلفان في مداخلته، أن المنطقة العربية عرفت الإرهاب على مرحلتين المرحلة الأولى كانت، في فلسطين حينما قامت العصابات الصهيونية بقتل الفلسطينيين والأبرياء جماعياً وتهجيرهم من بلادهم، أما المرحلة الثانية لمعرفتنا بالإرهاب فهي حينما صدق العرب فكرة الجهاد ضد الاحتلال السوفييتي، وأدخلوا المجاهدين لقتال الروس وبعد انتهاء الحرب لم يجدوا مكاناً يذهبون إليه، ولم يستطيعوا العودة لأوطانهم وما فعلوه أنهم هاجموا الولايات المتحدة، ومن هناك شكل بن لادن قاعدة لمحاربة الولايات المتحدة .

وتطرق رئيس الشرطة والأمن العام في دبي الى أهمية الحوكمة وتطبيقها في الدول العربية، مؤكدا أن ما شهدته العديد من دول العالم العربي من احداث دامية كان نتيجة موضوعية لتفشي البطالة وتراجع مستوى التعليم والخدمات الصحية وغيرها من المقومات الأساسية لمعيشة الانسان بمستوى لائق وكريم .

ونوه ببرنامج الإدارة الحكومية الشفاف الذي وضعته دولة الإمارات منذ زمن طويل والذي يحدد لكل مسؤول أهدافاً معلنة وواضحة عليه تحقيقها وإلا فإنه يتنحى تاركا المجال الى الآخرين لكي يصلوا الى تلك الأهداف التي تتوخى في النهاية خدمة المواطن وتلبية كافة احتياجاته وفق أرقى المعايير والنظم .

وشدد خلفان على أنه ما لم تهتم الدول العربية بالحوكمة فإنها ستصل الى نتائج سلبية، مشيرا الى أن التركيز حاليا لا بد أن ينصب لدى جميع الدول العربية على تحصين جبهتها الداخلية (المواطنون) وذلك بتوفير فرص العمل وتحسين مستوى التعليم وكافة الخدمات الصحية والاجتماعية المقدمة لهم .

وناقش المنتدى الاستراتيجيات المتبعة في مكافحة التطرف وأساليب القضاء على الفكر المتطرف في المجتمعات العربية والخليجية، ويتميز المنتدى بعدد المشاركات اللافتة وتنوع الحضور الذي أعرب عن أهمية تفعيل هذه الملتقيات التي تعنى بتطوير السياسات الاستشرافية والمستقبلية ومواجهة التطرف على المستويين العربي والدولي ووضع السبل والاستراتيجيات لمواجهتها .

وشارك في المنتدى نخبة من مفكري العالم والعرب ممن سبق لهم العمل في مناصب رفيعة في الإدارة الأميركية ومن بينهم الرئيس السادس عشر لهيئة الأركان المشتركة في الجيش الأميركي الجنرال متقاعد بيتر بيس، والقائد السابق للقيادة العليا لحلف الناتو، الأدميرال جيمس ستافريدس، والخبير في معهد الدراسات الاستراتيجية الوطنية التابع لجامعة الدفاع الوطني في الولايات المتحدة الأميركية توماس ف .لينش الثالث، إضافة إلى مجموعة مهمة من المفكرين والباحثين العرب والخبراء الدوليين ومن بينهم الدكتور عبدالقادر فهمي والدكتور طارق فهمي وطرح المشاركون موضوعات نقاشية تسلط الضوء على التحديات الطارئة التي تواجه العالم ودول الخليج العربي في مواجهة مخاطر التطرف، حيث تهدف الجهة المنظمة للمنتدى لأن يصبح المنتدى "مستقبل أمن دول مجلس التعاون الخليجي" ملتقى عالمياً ومنبراً مهماً يجمع قادة الأمن والسياسة والفكر في المنطقة .

وأكد مدير إدارة التعاون والأمن الدولي في وزارة الخارجية حش سعيد الهاملي : كثيرا ما نسمع من الأكاديميين الأميركيين عن الأخطاء التي ترتكبها بلادهم وخاصة في موضوع التطرف ومكافحته لكن من النادر ان نسمع الساسة الأميركان يتكلمون عن هذه الأخطاء، مضيفاً كيف يمكن لأميركا محاربة التطرف في المنطقة وهي لا تزال تصر على تهميش شعب كامل هو الشعب الفلسطيني وحرمانه من الحصول على حقه بقيام دولته المستقلة، لافتاً إلى تصريح وزير الخارجية الأميركي مؤخراً بأن بلاده ستسخدم حق الفيتو خلال التصويت على مشروع إنهاء الاحتلال "الإسرائيلي" .

وشدد الهاملي على دور مصر المحوري في العالم العربي نظراً لما تمثله من طاقة بشرية هائلة، مؤكداً أن التعاون ما بين دول الخليج العربي ومصر من شأنه أن ينقذ بلاداً عربية عدة مما تعانيه وفي مقدمتها اليمن ومصر والعراق وغيرها من الدول .

ولفت الهاملي إلى أن الإرهاب ظاهرة تحتاج الى تظافر الجهود الدولية لمواجهتها والقضاء عليها، حيث لا بد من وضع تعريف ومفهوم واضح للإرهاب، يتفق عليه دولياً، وينبثق عنه استراتيجية مواجهة مشتركة، مشيراً الى نوع آخر من الإرهاب هو الإرهاب النووي .

وأشار الى المصالح المشتركة ما بين دول الخليج العربي وأمريكا وغيرها من الدول الغربية، خاصة في مجال الطاقة ومكافحة الإرهاب، لكنه طالب بتغيير النظرة السائدة لدى البعض عن دول الخليج باعتبارها مجرد دول صغيرة الحجم جغرافيا، في حين أنها باتت دولاً تمتلك طاقات اقتصادية وبشرية هائلة تستطيع المساهمة في وضع الحلول للعديد من الأزمات والتحديات التي يواجهها العالم، وخير دليل على ذلك مساهمتها الفاعلة في ضرب الإرهاب في العراق وسوريا من خلال التحالف الدولي، ولفت الهاملي الى العلاقات والمصالح المشتركة .

وأكد رئيس مركز تريندز للبحوث والاستشارات الدكتور أحمد ثاني الهاملي أن الظروف التي تمر بها المنطقة تجعلها تطرح نفسها كمتغير أصيل وفاعل على مستوى الأحداث وأنماط صياغتها وخصوصاً في جزء مهم وحيوي هو الخليج العربي الذي بات يشكل وربما أكثر من أي وقت مضى محورا مهما لصنع السياسات واعادة هيكلة وبناء التحالفات وتحديد مسارات الفعل الاستراتيجي وضروراته في المنطقة والدور الذي يمكن أن يلعبه في صياغة منظومة الأمن القومي العربي .

وأكد إن مركز تريندز للبحوث والاستشارات لا يقف وحسب على دراسة حقيقة وطبيعة الظواهر السياسية مهما كانت مسمياتها وانما يقدم تحليلا معمقا لمضامينها واستشراف آفاقها المستقبلية بغية الاسهام في تطوير عمليات صنع القرارات ورسم السياسات الاستراتيجية .