الشيخ الدكتور خالد بن سلطان بن زايد آل نهيان

ألقى الشيخ الدكتور خالد بن سلطان بن زايد آل نهيان، بصفته زميلاً زائراً في قسم الدراسات الحربية في جامعة كينجز كوليج، في لندن محاضرة، مساء أمس الخميس، تناول فيها بالشرح والتحليل دور دولة الإمارات العربية المتحدة على الساحة الإقليمية في مرحلة ما بعد الربيع العربي، وتأثير الجماعات المتطرفة في المنطقة.

استهل زايد محاضرته، قائلا "يسرني أن تتاح لي الفرصة للعودة إلى جامعة كينجز كوليج، والتحاور مع البرلمانيين الكبار والزملاء الأكاديميين حول قضية ذات أهمية خاصة، ليس بالنسبة لي فحسب، وإنما بالنسبة لكثيرين من المهتمين بالسياسة والمشتغلين بها في ظل الاضطرابات التي يشهدها العالم اليوم، وتموج بها كثير من دول المنطقة على وجه الخصوص".

 وأشار إلى أن مواقف دولة الإمارات من التطورات في العالم العربي، التي حدثت منذ أواخر عام 2010 تنطلق في الأساس من المبادئ الرئيسة والراسخة في السياسة الخارجية، التي أرسى قواعدها، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وسار على هديها من بعده رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، وهذه المبادئ مازالت ثابتة الأركان في تعاملها مع القضايا الخارجية، انطلاقاً من قناعاتها بعدالة القضايا التي تناصرها،
 
وأضاف أن من أبرزهذه المبادئ، التركيز على حل النزاعات بالطرق السلمية، وحسن العلاقات مع دول الجوار، والالتزام بنصرة القضايا العربية والإسلامية، والانفتاح على العالم الخارجي، وقد ساعد على نجاح هذه السياسة، ما تتمتع به دولة الإمارات من استقرارٍ داخلي، واعتدال، وحكمة القيادة، والتواصل والثقة المتبادلة بين القيادة والشعب.

وانتقل زايد بعد ذلك للحديث عن "الربيع العربي" الذي لم يكن متوقعاً بجميع تعقيداته والتحديات التي شكلها أمام هذه المبادئ، موضحاً أن ما نشاهده الآن في شبه الجزيرة العربية، وفي الشام لا يهدد فقط الاستقرار الاقتصادي طويل المدى لدولة الإمارات، ولا يهدد كذلك علاقاتها وتقاليدها الدبلوماسية المتميزة مع دول الجوارها العربي، ولكن يهدد هويتها العربية التقدمية، واستقرارها الداخلي، والمسار الديمقراطي المتدرج الذي بدأ قبل فترة، كل هذه الأمور معرضة للتهديد، مع الانتفاضات الشعبية التي نتجت عن الربيع العربي.

وأوضح أن لمواجهة هذه المخاطر والتهديدات، اتخذت دولة الإمارات إجراءات قانونية على المستوى الداخلي من جهة، وتبنت دور دولي وواسع في الدبلوماسية من جهة ثانية، وعملت على توفير المساعدات الإنسانية للنازحين والمتضررين من جهة ثالثة، أما رابعاً وأخيراً فكان قرارمشاركتها ضمن التحالف الدولي للقضاء على التهديد الإرهابي، الذي يتناقض مع الحرية والكرامة الإنسانية في العديد من أجزاء منطقتنا.

وقال زايد إن  رئيس دولة الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان ، أصدر قانون اتحادي رقم 7 في 2014 لمواجهة الجرائم الإرهابية، وأعلنت قائمة تضم 83 منظمة اعتبرتها الإمارات منظمات إرهابية، كما أدانت وزارة "الخارجية" الأعمال الإرهابية والممارسات المتطرفة، واعتبرت أن هذه الأعمال تقوض الاستقرار الإقليمي والدولي وتهدد الإنسانية والإرث الثقافي والعيش المشترك.