عناصر تابعة لـ "بوكو حرام"

أعلن الرئيس التشادي إدريس ديبي، أنه سيتولى مهمة التصدي لـ"بوكو حرام" على عاتقه متجاهلًا التوازنات في القارة السمراء، في حين لا يخفي حلفاؤه الغربيون ارتياحهم لمواقفه هذه وباتوا يغضون النظر عن تجاوزاته داخل بلاده.

وصرّح دبلوماسي غربي قبل سنوات أن "ديبي رجل مقاتل قبل أي شيء آخر".

ولم تخف البلدان الغربية التي انتقدت في السابق تراجع الديموقراطية في تشاد، سرورها حاليًا وهي ترى القوات التشادية تقاتل في مالي إلى جانب الفرنسيين ضد الجهاديين على بعد آلاف الكيلومترات من نجامينا.

وأبدت البلدان الغربية سرورها اليوم لرؤية ديبي يتزعم القتال ضد "بوكو حرام"، فيغطي بذلك عجز الجيش النيجيري وأبوجا في مواجهة المجموعة المتشددة.

وتغاضت البلدان الغربية أيضًا عن دور ديبي في أزمة أفريقيا الوسطى، إذ صب الزيت على النار من دون أن يتمكن في وقت لاحق من إطفاء الحريق.

وأجاب دبلوماسي فرنسي بشأن سؤال "ما هي أحوال الديموقراطية وحقوق الإنسان في بلد يمسك فيه ديبي مقاليد الحكم منذ 25 عامًا، قائلًا "يجب أن نعرف ما نريد"، فيما وضعت باريس قيادة عملية بارخان ضد المجموعات المتشددة في منطقة الساحل الأفريقية في نجامينا حيث للفرنسيين قاعدة عسكرية.

وفي تصريح لمجلة "جون أفريك" الأسبوعية، قال وزير الدفاع الفرنسي جان-إيف لو دريان "يجب إيجاد توازن بين الهدف الديموقراطي والضرورة الأمنية (...) والأولوية اليوم أمنية".

وأشاد الرئيس فرنسوا هولاند من جهة أخرى "بشجاعة تشاد" التي تدخلت ضد بوكو حرام، من دون انتظار تشكيل قوة أمنية.

وقد شكك ديبي الحريص على مصالح بلاده التي تهددها بوكو حرام، بهذه القوة، ووضع جيرانه أمام الأمر الواقع بإرسال قواته إلى الكاميرون ثم إلى النيغر.

وفي قمة الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا أواخر كانون الثاني/يناير، تخلى الرئيس التشادي عن اللغة الخشبية الدبلوماسية واعتمد لغة القائد قائلًا  "نحن في الميدان مع أشقائنا الكاميرونيين لأن اجتماعات كثيرة عقدت ولا أفعال ملموسة ".

وأضاف "لا نستطيع الانتظار حتى اتخاذ هذا القرار أو إعطاء هذا الإذن.  نتدخل وعلى جميع ذوي الإرادات الحسنة أن يتبعوننا ويدعموننا في تحركنا".

وأكد المتحدث باسم الجيش التشادي كريس أولوكولاد، أنه على الرغم من تناقاضات مواقف نيجيريا التي تمتدح "المجهود المشترك" لبلدان المنطقة، لكنها تنزعج من "الفكرة المغلوطة التي تفيد أن نيجيريا تفتقر إلى القوة والدفاعات، وهذا ما اضطرها إلى قبول المساعدة من تشاد والكاميرون".

وانزعج الاتحاد الأفريقي أيضًا من طلب بلدان بحيرة تشاد بقيادة ديبي دعم الأمم المتحدة قبل المرور به .

ومن وجهة نظر الكاميرون، بعث تدخل ديبي ارتياحا شديدا. وأشاد الرئيس بول بيا "بهذا التصرف الأخوي والتضامني" للرئيس التشادي.

ومن ناحية أخرى برزت انتقادات، من جهة بعض الكاميرونيين الذين أبدوا تخوفهم من أضرار جانبية في بلادهم تسببت في إصابة الجنود التشاديين الذين غالبًا ما يعتبرون من المتهورين.

 

وفي تشاد، وقفت المعارضة التي كانت تنتقد التدخل في مالي ومقتل جنود تشاديين في جبهة بعيدة، وراء ديبي هذه المرة.

وفي تصريح لوكالة فرانس برس، قال زعيم المعارضة صالح كبزابو "هذه حرب مبررة"، موضحًا أن المعارك لن تمنع "المظالم نفسها وعمليات الخطف نفسها وعمليات النهب نفسها".

 ويذكر أن ديبي وصل إلى السلطة بقوة السلاح في 1990، حارب سنوات ضد حركات تمرد كانت تريد الإطاحة به، لكنه عمد إلى تسليح حركات تمرد أخرى للقتال في السودان.

وعندما بدأ النفط التشادي يتدفق فعلًا في 2008، عمل سريعًا على تجهيز جيشه بعتاد حديث، متجاهلًا شروط البنك الدولي الذي أصر مقابل قرض منحه لبلاده، تخصيص جزء من عائدات الذهب الأسود لقطاعي التعليم والصحة.

وقد هزم ديبي المتمردين في تشاد وبات يضطلع بدور الشرطي الإقليمي وبالتالي الأفريقي مع قوة متمرسة في القتال.