مسبار الأمل

استقبل مطار أبوظبي الدولي، أمس، وفد وكالة الإمارات للفضاء المشارك في إطلاق مسبار الأمل بعد عودته من اليابان، ونشر المكتب الإعلامي لحكومة أبوظبي عبر حساباته الرسمية في مواقع التواصل الاجتماعي تغريدات عدة، أشار خلالها إلى عودة وفد الوكالة على متن رحلة طيران الاتحاد القادمة من مطار هانيدا الدولي، حيث تم استقبال الوفد من خلال ممثلين عن «مطارات أبوظبي» والذين رحبوا بالوفد في مبنى كبار الشخصيات بعبارات التهنئة والفخر بمناسبة الإطلاق الناجح لمسبار الأمل في 20 يوليو الجاري، من منصة الإطلاق بقاعدة مركز تانيغاشيما الفضائي في اليابان.

واشتمل دور وكالة الإمارات للفضاء ضمن المشروع بصفتها الهيئة الاتحادية المختصة بالقطاع الفضائي في دولة الإمارات، على التمويل والإشراف على الإجراءات والتفاصيل اللازمة للمشروع، بشراكة استراتيجية مع مركز محمد بن راشد للفضاء الذي عمل على الجانب التنفيذي للمشروع، حيث تكون فريق عمل مسبار الأمل من مهندسين لدى الطرفين، عملوا خلال مراحل مختلفة من إنجاز المسبار، ومنها مراحل التصميم والتصنيع والتجميع والإطلاق خلال الفترة الماضية، كما تبدأ مهمة أخرى للوكالة والمركز خلال الفترة المقبلة، تتمثل في التأكد من تحقيق الأهداف الوطنية والعلمية خلال فترة التشغيل، وعمله وفقاً للأهداف العلمية التي تم وضعها له.

وضم وفد الوكالة العائد عبر مطار أبوظبي، الدكتور المهندس محمد ناصر الأحبابي مدير عام وكالة الإمارات للفضاء، والدكتور خالد الهاشمي مدير المركز الوطني للعلوم وتكنولوجيا الفضاء وعبدالله الحوسني رئيس الاتصال الحكومي في وكالة الإمارات للفضاء والمهندسة هيام البلوشي مهندسة تركيب وتجميع واختبار وضمان الجودة في «مسبار الأمل»، إضافة إلى الوفد الإعلامي المرافق من شركة «أبوظبي للإعلام» لتغطية إطلاق مسبار الأمل.
إلى ذلك، وصل فريق «مسبار الأمل» (مركز محمد بن راشد للفضاء) إلى أرض الوطن فجر أمس بعد نجاح المهمة، وقضى 8 مهندسين أكثر من 50 يوم عمل في مركز تانيغاشيما الفضائي في اليابان أجروا خلالها العديد من العمليات والاختبارات والتجارب النهائية لإطلاق «مسبار الأمل»، تتويجاً لستة أعوام من الجهود العلمية واللوجستية لإنجاز مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ.
وعمل فريق الكوادر الإماراتية على مدار الساعة لإنجاز الاستعدادات الأخيرة وفق جدول زمني محدد بدقة وجملة مهام عمل اختبارية تناوب عليها أعضاء الفريق، وفق منهجية تعدد المهام والمهارات التي طورها الفريق خلال أشهر ومكّنته من التعامل بمرونة مع الإجراءات الاستثنائية الناجمة عن جائحة «كوفيدـ 19» من دون التأثير على موعد إطلاق المسبار.
وعمل الفريق ومنذ وصول المسبار إلى محطة إطلاقه في اليابان على اختبار كافة وظائف المركبة الفضائية قبل إطلاق «مسبار الأمل»، بما في ذلك أنظمة الاتصال والبرمجيات والملاحة والتحكّم عن بُعد والقيادة، إضافة إلى أنظمة الطاقة ودفع المسبار.

وعقب الإجراءات الوقائية الصحية التي تم تطبيقها في مختلف الدول لاحتواء فيروس كورونا المستجد انقسم فريق عمل نقل «مسبار الأمل» إلى اليابان إلى 3 فرق للتعامل مع كافة مراحل العملية، وضمان تحقيق الجهوزية للإطلاق في الموعد المحدد.
واستبق الفريق الأول وصول المسبار إلى اليابان بوصوله هناك بتاريخ 6 أبريل 2020، وخضوعه للمدة القياسية للعزل الصحي ليخرج بعدها لاستقبال المسبار وتسلمه من الفريق الثاني، الذي وصل اليابان في 21 أبريل، ودخل بدوره فترة الحجر الصحي الاحترازي، واليوم يتناوب الفريقان على مهام الدعم المتعددة بحكم خبرات أعضائه المتنوعة، استعداداً لساعة الصفر يدعمهما من الإمارات فريق ثالث جاهز للمساندة في المراحل كافة.
وقاد الفريق الإماراتي في اليابان، المهندس سهيل بطي الظفري المهيري نائب مدير المشروع، مدير فريق تطوير المسبار بمركز محمد بن راشد للفضاء، ويتألف الفريق من أحمد اليماحي، ومحمود العوضي، ومحمد العامري، وهم من مهندسي الأنظمة الميكانيكية، والمسؤولون عن رفع المسبار على صاروخ الإطلاق، كما يضم الفريق عيسى المهيري المسؤول عن شحن بطاريات المسبار ومراقبة ورصد المركبة الفضائية، ويوسف الشحي المسؤول عن إحكام إغلاق العازل متعدد الطبقات لخزان الوقود «MLI»، وقابس التزود بالطاقة، فيما يتولى عمر الشحي، وهو قائد فريق عمليات تجهيز المسبار للإطلاق، اختبار ومراقبة فعالية وأداء المسبار، ومعه في المهمة ذاتها، خليفة المهيري، المسؤول عن مراقبة ورصد وضمان سلامة المسبار.

7 أشهر
تم الإطلاق الناجح لـ«مسبار الأمل» فجر يوم 20 يوليو في تمام الساعة 01:58 صباحاً بتوقيت الإمارات، بعدما تردّد العد التنازلي، في الثواني العشر الأخيرة قبل الإطلاق، من مركز التحكم باللغة العربية لأول مرة في تاريخ البعثات والمهمات الفضائية، ليصل صدى حروف الأرقام العربية في جميع أنحاء العالم.
وانفصل «مسبار الأمل» عن صاروخ الإطلاق بنجاح، وتم استقبال أول إشارة من المسبار في مركز التحكم بالخوانيج، كما تلقى المسبار أول أمر من محطة التحكم الأرضية بالخوانيج بفتح الألواح الشمسية، وتشغيل أنظمة الملاحة الفضائية، وإطلاق أنظمة الدفع الصاروخي، ليشكل ذلك فعلياً بداية رحلة المسبار إلى الكوكب الأحمر، والمتوقع أن تستمر سبعة أشهر، قاطعاً خلالها مسافة 493 مليون كيلومتر، قبل أن ينتظم في مداره حول المريخ في الربع الأول من العام 2021، بالتزامن مع احتفال دولة الإمارات باليوبيل الذهبي لقيامها.

قد يهمك أيضًا:

مطار أبوظبي يستقبل أولى رحلات شركة "ويز إير" القادمة مِن المجر

5 مكاسب إستراتيجية تدشن عهد "ما بعد الخمسين" بعد نجاح "مسبار الإمارات"